مسقط، خاص – تعد الاستثمارات الأجنبية المباشرة من أهم مصادر تدعيم الاقتصاد وتمويل المشروعات في غالبية دول العالم، وتتزايد أهمية هذه النوعية من الاستثمارات في ظل ارتباطها الوثيق بجلب التقنيات والتكنولوجيا الحديثة وهو ما يجعل جذب رؤس الأموال الأجنبية هدفا رئيسا للدول لتعزيز نموها الاقتصادي.
وتبرز سلطنة عمان وجهة استثمارية مثلى في المنطقة لموقعها الاستراتيجي المهم، وما تتمتع به من الأمن والأمان والاستقرار، وما تقدمه من الحوافز والتسهيلات للمستثمرين، وما استحدثته من تشريعات وقوانين تضمن بيئة مستقرة وآمنة لأصحاب رؤوس الأموال الراغبين في توظيف أموالهم في مشروعات واعدة.
ومن بين العديد من المؤشرات التي ترصد التقدم في تنفيذ طموحات الرؤية المستقبلية عمان 2040ـ حقق معدل تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى سلطنة عمان ارتفاعا ملموسا خلال هذا العام، ما يدل على أنها تمضي على الدرب الصحيح في جهود تحسين بيئة الأعمال وكسب ثقة المستثمرين، وفق الخطط المدروسة لزيادة جاذبيتها الاستثمارية، وذلك يمثل أهمية كبيرة لدعم سياسات التنويع الاقتصادي وتمكين القطاع الخاص من الاستمرار في القيام بدوره الفاعل كونه محركا مهما للنمو وتوليد فرص العمل.
وفضلا عن الجهود والمساعي الحثيثة من قبل الجهات المعنية بالاستثمار، يقوم جهاز الاستثمار العماني بدور أساسي في استكشاف الفرص الواعدة للاستثمار عبر تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وجلب الاستثمارات النوعية إلى سلطنة عمان عبر شراكاته الدولية ليسهم بذلك بفاعلية في تعزيز النمو الاقتصادي وتوطين التقنيات الجديدة وتوفير التأهيل اللازم للشباب العماني في العديد من المجالات التي تتطلب مهارات نوعية متقدمة وقدرة على الإبداع والابتكار.
وبوتيرة متسارعة، تتعاظم المشروعات الجديدة في قطاعات الصناعة والسياحة والصحة والتقنيات الناشئة التي يعلن عنها، لتؤكد أن سلطنة عمان لديها الكثير من المقومات التي تؤهلها أن تكون بيئة مثالية جاذبة ومشجعة للمزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال في ظل اقتصاد متنوع قادر على النمو بمعدلات جيدة.
ومع التشريعات المتطورة وحزم الحوافز المتاحة التي تشهد تطورا مستمرا سعيا إلى تلبية متطلبات رجال الأعمال والمستثمرين وتسهيل إقامتهم وتوسيع نطاق الأنشطة والقطاعات التي يمكنهم الاستثمار فيها، فإن مستقبل القطاع يدعو إلى التفاؤل ويعد بالكثير من الفرص.