رئيس التحريرسلايدر

قراءة فى ذاكرة “دبلوماسى أذربيجان”.. د. إيميل رحيموف.. “حكاية عشق” عمرها 16 سنة فى قلب مصر

استمع الي المقالة

حاوره: أشرف أبو عريف

حلُمَ يوما فى مطلع شبابه الدراسة فى جمهورية مصر العربية حيث الأزهر الشريف.. وتحديداََ بعد إجتيازه مرحلة الثانوية العامة فى وطنه الأول أذربيجان بتفوق لافت. وبعد تفكير عميق، قرر الترحال إلى مصر عام 1996 وقتما كان فى السابعة عشر من العمر على أن يدرس سنة تمهيدى حال دراسته خارج الوطن.. وهنا قرر الطالب إيميل رحيموف آنذاك الإلتحاق بجامعة الأزهر الشريف طالبا للعلم وسفيراََ لدولته للعلم منتهلاََ..

* جامعة الأزهر.. شأنُُ خاص!

غير أن جامعة الأزهر لها شأن خاص تختلف عن سائر جامعات العالم، كانت المفاجأة من مسؤولى جامعة الأزهر أنه لابد من دراسة العلوم الشرعية للمراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية حتى يتسنى له الإلتحاق بإحدى كليات جامعة الأزهر. وهنا تجلت عزيمة سفير واعد فى مقتبل العُمر عندما قرر أنه سينهب الوقت نهباََ فى سباق مع عجلة الزمن كى يخطو عتبة كلية الشريعة والقانون – جامعة الأزهر بالقاهرة بجوار مسجد الإمام الحسين بن على بن أبى طالب.

* شيخ الأزهر الأسبق.. د. عبدالحليم محمود!

ولعبور 16 سنة دراسة للعلوم الشرعية بالإضافة لسنوات الجامعة، قرر الإلتحاق بمعهد الإمام الأكبر.. شيخ الأزهر الأسبق.. د. عبدالحليم محمود بالإسكندرية.. حيث تجلت العزيمة الحديدية وإستطاع أن يختزل الــ16 سنة دراسة معتادة لطالب الأزهر عبر المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة إلى 8 سنوات ويحصل على ليسانس الشريعة والقانون قسم شريعة إسلامية عام 2004 مسجلا الرقم القياسى الأول على مستوى طلاب أذربيجان وزمالة طالب آخر على مستوى الإتحاد السوفيتى من قيرغيزستان وقتما كانتا الدولتان تابعتان لإتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية.

* المسار الأكاديمي.. الحلم الأكبر!

وبعدها، عاد إلى أرض الوطن أذربيجان ليواصل المسار الأكاديمى الذى فى خاطره ليتقدم لتسجيل الماجستير فى جامعة القوفقاز وفى الأثناء عمل مدرسا ومترجما بالمركز الثقافى المصرى التابع لسفارة جمهورية مصر العربية فى أذربيجان.. وبعد حصوله على الماجستير تقدم مباشرة لتسجيل الدكتوراة بأكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية وبحصوله على الدكتوراة تم تعيينه أستاذا بجامعة القوفقاز وجامعة أذربيجان السياسية والإجتماعية.

* السلك الأكاديمى.. أم الدبلوماسى؟!

وكونه عمل فى رحاب الدبلوماسية المصرية وفى الوقت نفسه أستاذ جامعى، دخل فى صراع ذاتى بالمقارنة بين المجالين ليستقل بأحدهما.. فكان الإختيار للسلك الدبلوماسى. وسرعان ما تقدم لوزارة الخارجية ونال القبول ثم التدريب لمدة عامين وبعدها علم بوجود وظيفة شاغرة “قُنصل” بسفارة أذربيجان فى مصر، وهنا انتعش حُلم العودة لمصر مجددا بصحبة أسرته وتحقيق أمنية العودة كسائح ولو لمدة أسبوع لمصر بعد التخرج.

* من أكثر من شُرب مياه نيل مصر.. عاد إليها!

وتتحقق مقولة المصريين عن نهر النيل العظيم ” من أكثرَ من شُرب مياه نيل مصر.. عاد إليها!“، بالفعل تصدر تعليمات الخارجية الأذربيجانية بإسناد له مهمة قنصل البلاد لدى مصر 2013 – 2017..ثم العودة لأذربيجان لثمان شهور بالخارجية ثم تتجلى عظمة مياه نهر النيل ويعود مرة ثالثة من مايو 2018 حتى يوليو 2022 كسكرتير ثانى.. وبحسبة بسيطة لعدد سنوات الإقامة فى حضن نيل مصر العظيم تكون 16 سنة من عمره البالغ 44 سنة الآن!

* حياة زاخرة على أرض المحروسة.. تنويراََ وتأليفاََ!

ويشيد الدبلوماسى د. إيميل رحيموف بحياته كدبلوماسى معنيا بالنشاط الثقافى داخل سفارة أذربيجا لدى مصر، حيث التناغم المثمر مع الوسائل الإعلامية والمراكز الثقافية والسياسية والدبلوماسية وفى الأثناء تاليفه لعدة كتب صادرة باللغة العربية توثق إحتلال الأرمن لبعض أراضى أذربيجان حتى تحرير الأرض وإستعادة الكرامة وغيرها.. الكتب: “قضايا التقريب بين المذاهب الإسلامية.. “مذبحة خوجالى والعدالة الغائبة”.. “أذربيجان.. ومئوية التأسيس.. قراءة فى كتاب”.. “الدبلوماسية الأذربيجانية الحديثة فى عيدها المئوي (1919-2019)” وأخرها مؤقتا “قاراباغ.. الطريق إلى النصر”.. ومستقبلاََ كتاب “أسرار حروف الجر فى ذكر الرحمن”..

* شاهد على العصر.. ونقطة تحول.. وإقرار بالجميل!

وكشاهد على العصر كدارس ودبلوماسى، قال د. إيميل رحيموف: أدين بالكثير لمصر سواء طالبا للدراسة فى الأزهر الشريف أو دبلوماسيا لأذربيجان لدى مصر وعملى كدبلوماسى كانت بدايته فى السفارة المصرية فى أذربيجان وكانت هذه نقطة تحول فى حياتى من العمل كأستاذ أكاديمى إلى العمل كدبلوماسى فى الخارجية الأذربيجانية.. ولا ننسى أبدا فضل مصر فى تدريب الدبلوماسيين الأذربيجانيين.. فمن عمل كدبلوماسى فى مصر يستطيع أن يتفوق كدبلوماسى فى أى مكان فى العالم.. بينما من بدأ كدبلوماسى خارج مصر لا يستطيع أن يعمل كدبلوماسى فى مصر.. مصر رمز الثقافة.. رمز الحضارة.. رمز الدبلوماسية.. فمصر عزيزة علينا جميعا ووطنى الثانى..”ويضيف د. إيميل أن ما تعلمه فى مصر علميا ومهنيا من الصعب أن يجد له مثيل فى بلد آخر. ولا شك أن 16 سنة قضاها فى مصر كان لها الأثر الغالب فى تطوير العلاقات المصرية الأذرية وهذا ما أرجعه د. إيميل إلى قدرة ومشيئة الله جل جلاله.

* تعزيز العلاقات البينية.. الإعلام “همزة الوصل”!

عن علاقته بالإعلام والإعلاميين فى شتى المؤسسات، يقول د. إيميل: نحن كجهة رسمية يعنينا تماما تعزيز العلاقات البينية مع جمهورية مصر العربية.. ووسائل الإعلام بكل صورها تقوم بهذا الدور سواء بنشر المستجدات أو الشِق التنويرى وهذا هو دور مراكز الأبحاث مثل مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية ومركز المجلس المصرى لشؤن وزارة الخارجية ومركز القاهرة للدراسات السياسية. من هنا يقر د. إيميل رحيموف بدور مصر الكبير فى تكوين شخصيته الثقافية والدبلوماسية معا.. فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وأذربيجان وإقامة التفاعلات الثقافية والتجارية وأخرها زيارة وفد من رجال الأعمال المصرى لأذربيجان فى فبراير 2022. وحاليا أمسى قيام رحلة من وإلى شرم الشيخ وباكو أسبوعيا كل جمعة وربما خلال الأيام القادمة ستكون القاهرة – باكو خاصة بعدما أصبحت أذربيجان بلد سياحى يأتيه العرب من كل حدب وصوب رغم أن أذربيجان مصنفة بلد النفط والغاز.

* حراك عربى ومصرى.. صوب أذربيجان مؤخراََ!

وسياسيا، أشار د. إيميل رحيموف إلى التقارب السياسى العربى – المصرى الأذربيجانى، فمنذ أيام شارك أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فى فعاليات المنتدى العالمى لمركز نظامى وكذا السيد/ عمرو موسى وزير خاجية مصر الأسبق. وفى أواخر شهر يونيو، سيقوم رئيس مجلس الشيوخ بزيارة أذربيجان وكذا مساعد وزير الخارجية السفير إيهاب ناصر ومن المتوقع زيارة وزير الخارجية نفسه أيضا، وكل الأمل لدى الشعب الأذربيجانى زيارة الوفود الرسمية لجمهورية مصر العربية أذربيجان وعلى رأسها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

* مصر وأذربيجان.. الله أكبر!

ولا شك أن أذربيجان إستطاعت تنفيذ القرارات الدولية بمفردها بتحرير أراضيها المحتلة من أرمينيا كما حدث مع مصر بنصرها الكبير على إسرائيل فى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973 وسر عبارة “الله أكبر” ، وهذا وجه الشبه بين مصر وأذربيجان فى بسالة القوات المسلحة فى البلدين والشجاعة الأصيلة المستمدة من عون الله. فتحرير الأرض، خاصة مدينة “شوشا” عاصمة أذربيجان الثقافثة نصر كبير وعزيز على أذربيجان.

* نحترم الشأن الداخلى للغير.. وبخاصة دول الجوار كأرمينيا!

وعن الشأن الداخلى للغير، أكد د. رحيموف أن دولة أذربيجان عضو فى منظمة حركة عدم الإنحياز ومصر أكبر مؤسسيها.. وبالتالى أذربيجان لا تتدخل فى شؤون الغير ودائما تمد يدهال بالسلام لكل العالم حتى مع الدولة المعتدية أرمينيا.. فهذا هو مبدأ أذربيجان مع كل دول العالم وبالأخص العالم الإسلامى الذى تربطنا به الأخوة فى الدين فضلاََ عن تمتعه بالثروات الهائلة فوق وتحت الأرض سائلين الله عز وجل الأمن السلام للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى