عبدالله مصطفى
صحفي مصري مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي
فجأة اختفت الاخبار التي كانت تتناول الوضع في السودان وخروج الناس الى الشوارع للمطالبة باسقاط النظام الحالي فهل استجاب النظام لطلبات المتظاهرين ؟واصبحت السودان فجأة جنة الله في الارض ولايوجد بها اي ازمات ؟ولماذا اختفت اخبار التطورات في لبنان وحالة الغليان في الشارع اللبناني والوضع الاقتصادي المتدهور وافلاس البنوك وارتفاع جنوني للاسعار ؟ فهل انخفضت الاسعار قبل واثناء الانتخابات النيابية ؟ وهل استجاب القادة لطلبات الشارع اللبناني واصبحت الامور كما كانت من قبل ويستمتع الجميع الان بجمال لبنان؟
وقبل ذلك اختفت اخبار الوضع في العراق والازمات التي ضربت هذا البلد منذ عقود دون ان تجد اي حلول فما الذي حدث هل اصبحت العراق فجأة سويسرا العرب ويعيش الناس فيها في امن ورفاهية؟
لماذا اختفت اخبار الوضع سوريا والمناطق الحدودية مع العراق وتركيا والجماعات الارهابية النشطة في تلك المناطق ؟وأين هي اخبار جماعة الشباب في الصومال والعمليات الارهابية التي تنفذها بين الحين والاخر ضد السلطات الحكومية ؟ هل اصبحوا الان سمن على عسل وبشكل مفاجئ ؟
اين اخبار ازمة سد النهضة بين مصر واثيوبيا والسودان ؟ واين مشكلة الجزر الثلاث بين ايران والامارات العربية المتحدة ؟ واين ازمة الصحراء الغربية وماتسببه بين الحين والاخر من خلافات بين المغرب والجزائر؟
واين العمليات الارهابية التي كانت تضرب الولايات المتحدة و اوروبا طوال السنوات التي سبقت تفشي كورونا ؟ هل فجأة اعتقد عناصر هذه المجموعات الارهابية ان الغرب احباب الاسلام والمسلمين ولاداعي للانتقام منهم ؟ ولماذا اختفت اخبار قتل الاتراك لعناصر حزب العمال الكردستاني او للاكراد المطالبين بدولة لهم ؟ هل اصبحوا ايضا سمنا على عسل وتوصلوا لاتفاق سلام ؟واين اختفت اخبار الصراع بين المعارضة في الداخل والرئيس اردوغان ؟
اين اصوات المعارضة المصرية في قطر وتركيا ؟واين اخبار الصراع في اليمن ؟ واين اختفت اخبار تطورات الوضع في تونس وليبيا واثيوبيا وغيرهم هل تحسنت الامور بشكل مفاجئ في هذه الدول؟
لماذا اختفت اخبار كورونا فجأة ولم نغد نسمع عن عدد الوفيات والاصابات ؟هل توقف الفيروس ولم يعد ينتشر رغم ان هناك الملايين حول العالم لم تقتنع باللقاح ولم تحقن به.
اضبح العالم الان يتحدث ومنذ فبراير الماضي اي منذ مايزيد عن ثلاثة شهور عن الحرب في اوكرانيا وممارسات الجيش الروسي ويظل السؤال المحير من الذي يتحكم في الامر ويملك كل خيوط اللعبة ؟ بحيث يستطيع ان يجعل الامور تشتعل في هذا المكان وتخبو النيران في مكان اخر وهكذا.
وهل مايحدث حاليا يدخل في اطار الصفقات بين القوى الكبرى في العالم ومن يدفع الثمن هي الشعوب العربية والاسلامية بغرض استنزاف ثرواتها والسيطرة عليها ؟ وهل ستظل القوى الكبرى تعتمد على بعض الانظمة التي تتعاون معها وتخون الاخرين من اجل ضمان البقاء في السلطة ؟ ومن هو المستفيد الاكبر من كل هذا ؟
والاجابة على هذه الاسئلة ستختلف من شخص الى اخر بل من بلد الى اخر وسيظل هذا الاختلاف الى يوم الدين وهذا احد الاسباب الرئيسية التي تساعد القوى الكبرى في تنفيذ كل مخططاتها!