إغتيال شيرين رسالة “بينيت” إلى بايدن!
بقلم: أحمد طه الغندور
بُعيد أيام قليلة من اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار؛ فاجأنا الصباح بخبر “إغتيال” الصحفية ” شيرين أبو عاقلة ” برصاص “جيش الاحتلال الإسرائيلي”، أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين.
هذا الحدث المكرر لو تم في حق أي صحفي أخر؛ لقلنا إنه “جريمة حرب” ومخالفة خطيرة لإتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب أو النزاعات المسلحة، ولكافة البروتوكولات التي تنظم حماية الصحفيين، والعمل الإعلامي في حالتي السلم والحرب، مما يجعل هذه “الجريمة” قضية واجبة النظر المباشر لـ “محكمة الجنايات الدولية”!
لكن ” الضحية ” اليوم هي الإعلامية ” شرين أبو عاقلة ” التي واكبت من خلال عملها الإعلامي سنوات طويلة من الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، بما يُوحي أن هذه الجريمة لـ “قتل الحقيقة” و “إعدام شاهد عيان”، وهذا أيضا رغم صحته المؤكدة ليس المطلوب اليوم!
فما هو المطلوب من “إغتيال شرين”؟!
هذا الجريمة المركبة؛ هي رسالة مباشرة من “نفتالي بينيت” إلى الرئيس الأمريكي “بايدن” ـ أنت غير مُرحب بك ـ في “تل أبيب”!
كيف ذلك و “بينيت” وجه الدعوة لـ “بايدن” للقيام بهذه الزيارة؟!
هذا صحيح؛ قبل أن يُدرك “بينيت” بأن هذه الزيارة ليست في صالح مركزه السياسي في الحكم، كم أن نتائجها تُعرض إتلافه الحكومي للإندثار!
• بايدن أدان “عنف المستوطنين” في القدس، وعدم وفاء “حكومة بينيت” بالحفاظ على “الوضع القائم” واحترام الوصاية الأردنية للمقدسات في القدس.
• بايدن أدان “خطة بينيت” للتوسع الاستيطاني في القدس ومجمل الضفة الغربية.
• بايدن يرفض سياسة هدم البيوت وتهجير السكان الأصليين من أرضهم.
• بايدن يرفض العنف والقتل غير المبرر المُستعر ضد الفلسطينيين في عموم فلسطين.
• بايدن يرغب في إقامة السلام بين الطرفين على خيار وجود دولتين للشعبين.
• بايدن يرى أن للفلسطينيين حق في القدس، لذلك زيارته تحمل إمكانية فتح قنصلية أمريكية للفلسطينيين شرقي المدينة، كما يرغب بزيارة “منفردة” لـ “مستشفى المقاصد الخيرية”، وإعادة الدعم للمؤسسات الفلسطينية.
• بايدن سيلتقي القيادة الفلسطينية، وهذا مخالفة لما يدعيه “بينيت” من خطط لعزلها وإسقاطها.
• لن يكون هناك لقاء لـ “بايدن” مع أي مسؤول من “المُطبعين” أثناء هذه الزيارة دعماً لما يُسمى “قمة النقب”، ونقرأ ذلك من رد “لابيد” حين صرح في الإعلام رداً على الرفض الأمريكي للاستيطان قائلاً: “”إسرائيل” لا تحتاج إلى إذن من الولايات المتحدة لبناء مستوطنات في الضفة الغربية”! خاصة أن مثل هذا اللقاء يُضيف رصيد إيجابي في ميزانه الانتخابي.
أخيراً؛ هل يُعتبر “بينيت” المسؤول عن “إغتيال” شيرين أبو عاقلة؟!
بالتأكيد نعم، قبل أيام معدودة كانت التعليمات التي أصدرها “بينيت” لـ “جيشه” بإطلاق الرصاص تجاه الفلسطينيين في الضفة دون قيود!
إذن؛ اختيار “الهدف” ـ الضحية ـ ليس صعباً ” شرين أبو عاقلة ” ـ الأمريكية ـ الفلسطينية ـ الصحفية المعروف وجودها في “جنين” في هذا الوقت تحديداً، ويدلل عليها السترة الواقية برمز “صحافة”، التوجيهات لـ “القناص” الضرب في المنطقة غير المحمية ـ في العنق ـ ليس لـ “قتل شاهد عيان” أو “قتل الحقيقة” أو لـ “إرهاب الإعلام” ولا ….
الأمر ببساطة لـ “بايدن أنت غير مرحب بك في “تل أبيب”!
فهل وصلت الرسالة الموشحة بالدم إلى الرئيس الأمريكي؟!
وما هو رد “بايدن” عليها؟!