رأى

إني ذاهب إلى ربي!

استمع الي المقالة

بقلم: أحمد طه الغندو

25/4/2022

 تلك الكلمات التي جاءت في العنوان ذكرها الله ﷻ على لسان نبيه ” إبراهيم “ﷺ في سورة ” الصافات “، ولعل هذه الكلمات تعلو في فلسطين اليوم من أماكن العبادة؛ المسجد الأقصى المبارك، كنيسة القيامة وغيرها من المقدسات! ولما لا؟!

فقد شهد العالم فاقد البصر والبصيرة “الاعتداءات الإجرامية” التي ارتكبتها “عصابات الاحتلال” طيلة الشهر المبارك على ” القدس ” والمؤمنين فيها، وأماكن عبادتهم! ولا فرق في “العدوان العنصري” بين أصحاب الشرائع الفلسطينيين، فـ “كلهم في الهم شرق”! أمام هذا “الاحتلال العنصري” الذي يمارس أشبع صور “نظام الفصل العنصري”!

لمسيرة “المستوطنين الاحتلالين” يُغلق الضفة الغربية كاملة، يفصل المدن الفلسطينية عن بعضها، يمنع الفلسطينيين من التوجه إلى أماكن عبادتهم في القدس!

الاعتداءات على الفلسطينيين بكافة طوائفهم مبرر بما يُسمى “قانون القومية اليهودية” الذي يفرضه “الاحتلال العنصري” منذ سنة 2018!

بعد ذلك، اقتحامات ” الأقصى المبارك ” مبررة لـ “المستوطنين” يومياً، حتى خلال شهر رمضان المبارك، فهذه “دولة اليهود”!

تدمير، وتدنيس، “ المسجد الأقصى ” من قِبل “جنود الاحتلال”؛ تدمير أبوابه ونوافذه الأثرية “ضرورات أمنية”، حرق المصاحف، قتل أو جرح “المصلين” بإصابات بالغة أمر عادي وفق “قانون الأبارتيد”، فالغاية النهاية ليست الإبقاء على الوضع القائم، واحترام ” الوصاية الهاشمية الأردنية “، الغاية النهائية “الهدم والإحلال” ليكون “الهيكل” ـ الذي لم يثبت دليل واحد يؤكد وجوده على تلك البقعة المباركة ـ إذن لنعلن “حرب القرابين”!

هذا “قانوننا”، وهذه “دولتنا” لنا فقط “أصحاب الدم الأزرق” والباقي هم “العبيد” الصالح سيفوز بـ “وسام العبودية” في دولتنا!

الغريب؛ أن بعض “المطبعين ـ صهاينة العرب” اجتمعوا مع جامعة الدول العربية، وعدد من الدول العربية في الأردن الشقيق لـ “بحث الأوضاع” في القدس خشية “التصعيد”!

فهل هذا “التصعيد” فقط هذا العام؟!

للتذكير فقط كتبت “الصحفية الإسرائيلية” ـ عميرة هيس ـ في العام 2015 تحت عنوان: “ما هو التصعيد؟”، وأجابت على سؤالها قائلة: “التصعيد” هو دائما بمبادرة من الفلسطينيين وبمسؤوليتهم. التصعيد هو توقف الفلسطينيين عن القيام بمهمة ضبط النفس”! كأنها كانت تتوقع ما سيفرضه “الاحتلال” من “قوانين عنصرية”، وإجراءات قمعية بـهدف “إزالة الوجود الفلسطيني عن أرضه وأرض أجداده”!

فهل كان حضور “المطبعين” خشية على الفلسطينيين أم خشية على “الاحتلال” من مواجهة ما لا يستطيع؟!

مهما كانت “خطواتكم المُنسقة مع الاحتلال”؛ فمصيرها إلى الفشل!

القدس سر إلهي، ليس لكم أن تبلغوا كنه، فيها؛ ” رجال من أسباط إبراهيم ﷺ المسلم ” الذي لم يكن ولن يكون كـ “أبراهام” صنيعة “ترامب”!

القدس اليوم؛ تذهب إلى ربها شاكية، لتنجو من النار التي لم تستطع أن تحرق ” إبراهيم “!

في الختام:

رسالتي إلى الكل الفلسطيني؛ حكومة، أوقاف، إعلام، مؤسسات حقوقية ومدنية، وعلى وجه الخصوص تلفزيون فلسطين!

ما حدث ويحدث في القدس يحتاج أن يصدر إلى العالم مترجماً باللغات الحية، لفضح “الممارسات العنصرية” للاحتلال في الكنائس قبل المسجد الأقصى، ما حدث من جرائم ضد إخواننا النصارى قبل المسلمين، تدمير المقدسات بكل تفاصيلها، هذه رسالتنا الإنسانية للعالم اليوم، أمام “نظام الأبارتيد الإسرائيلي”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى