أشرف أبو عريف
في إطار التوجهات الاستراتيجية العليا لتحقيق متطلبات الاستثمار في سلطنة عُمان، نظَّمت كلية الدفاع الوطني الندوة السنوية للقضايا الاستراتيجية، برعاية قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والذي أكد أن هذه الندوات تأتي في إطار التنافسية والتكاملية الموجودة في المنطقة، وتساعد بالاستفادة من آراء المشاركين وهذا من باب التشارك بين الجميع لمعرفة الفرص الموجودة في الجانب الاستثماري فيما يتعلق بنقل المعرفة وتوطين الصناعات وتساعد متخذي القرار وراسمي السياسات لمعرفة الآراء المختلفة من المشاركين من أكاديميين وممثلي الجهات الحكومية والخاصة.
جاءت الندوة ضمن منهاج دورة الدفاعِ الوطني التاسعة وتستمر حتى العاشر من مارس الجاري، وتهدف إلى إكساب المُشاركين بالدورة مهارات تطوير قُدراتهم في دراسة وتحليل مقومات سلطنة عُمان في مجال الاستثمار، والتحديات الكامنة في بيئة الاستثمار الحالية، وتوجهات الاستثمار العالمية ومستهدفات الاستثمار، وكيفية إدارته بما ينسجم مع خطط التنمية المستقبلية ورؤية (عُمان 2040).
وألقى اللواء الركن جوي (مهندس) صالح بن يحيى المسكري آمر كلية الدفاع الوطني، كلمة، أوضح فيها أن التخطيط لاختيار عنوان هذه الندوة جاء منسجما مع التوجيهات الحكيمة للقيادة السياسية وفي خطابه يوم الحادي عشر من يناير المنصرم، ومن أجل التعمق في دراسة وتحليل متطلبات الاستثمار في سلطنة عُمان، وجرى تقسيم الندوة إلى أربعة محاور وُزعت على مجموعات من أجل دراسة كل محور على حدة للوقوف على مفاصل ومتطلبات وتحديات الاستثمار في سلطنة عُمان.
وأشار المسكري إلى مدى الإدراك بالانعكاسات الناتجة عن الأزمة المالية العالمية، والتداعيات المنبثقة عن جائحة كورونا التي أدّت إلى تراجع التدفقات الاستثمارية عالميًّا، مما أدّى إلى مضاعفة الجهود وتكامل الأدوار بين مختلف الجهات وهو ما يعد مطلبًا أساسيًّا من أجل التفاعل الإيجابي مع خطط التنمية وتمكين التنويع الاقتصادي، ولا يتأتى إلا من خلال التشخيص الأمثل للفرص والتحديات وتسهيل الإجراءات وتطوير التشريعات لتحسين البيئة الاستثمارية وجعل سلطنة عُمان وجهة عالمية جاذبة للاستثمار من خلال مجهود إعلامي واضح المعالم والأهداف، كما تأتي هذه الندوة في غاية الأهمية في هذا الفاصل الزمني من التحول الاقتصادي الذي تنشده رؤية 2040 علاوة على كونها إضافة فكرية مكملة للدراسات والبحوث التي تتبنّاها مختلف الجهات الحكومية والخاصة.
وستتناول الندوةُ محاور وعناوين مختلفة تشمل الاستثمارين الداخلي والخارجي والتشريعات والتكامليةَ، ونقل المعرفة، وتوطين الصناعات والإعلام والترويج؛ وتهدف الندوة إلى تطبيق المشاركين في الدورة مهارات التحليل والتخطيط الاستراتيجي على أرض الواقع، بالإضافة إلى دراسة وتحليل مقومات سلطنة عُمان في مجال الاستثمار والتحديات الكامنة في بيئة الاستثمار الحالية، وتوجهات الاستثمار العالمية بما ينسجم مع خطط التنمية المستقبلية ورؤية عُمان 2040″.
ولا شك أن الندوة الاستراتيجية تعد أحد أهم الأحداث والفعاليات بكلية الدفاع الوطني التي من خلالها تتم دراسة وتداول أهم الأحداث ذات التأثير على المستوى الاستراتيجي الوطني، ويتم من خلالها الوقوف على التحديات والمشكلات ذات العلاقة، وإيجاد آفاق للحلول من خلال تنوع الفكر الذي يمتاز به المشاركون بالدورة والشركاء وذوو الاختصاص من المسؤولين في مجال الاستثمار وأصحاب الشركات والمؤسسات الاقتصادية بسلطنة عُمان .