رأىسلايدر

زيارة السيسي الى بروكسل.. تاريخية

استمع الي المقالة

عبدالله مصطفى

تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية ليلة وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي الى بروكسل للمشاركة في اعمال قمة اوروبا ـ افريقيا وكان المتحدثون في غاية السعادة بسبب هذه الزيارة التي طال انتظارها وخاصة للمقيمين من امثالي منذ عقود في العاصمة البلجيكية التي تحتضن مؤسسات الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو ورغم ذلك لم يفكر الرئيس الاسبق حسني مبارك منذ توليه الحكم في مطلع الثمانينات ان يقوم بزيارتها..

ورغم سوء الاحوال الجوية في بلجيكا قبل وصول السيسي واستمرت حتى كتابة هذه السطور الا ان اعداد من المصريين سواء من بلجيكا او هولندا او دول اخرى مجاورة حرصوا على الحضور للترحيب بالرئيس في اول يوم وصوله وبالتحديد امام مكان اقامته باحد الفنادق وسط بروكسل، وبمجرد وصول موكب السبسي تعالت هتافات ابناء الجالية المصرية ورددوا تحيا مصر وبنحبك ياسيسي الى جانب كم هائل من الدعوات بالتوفيق والسداد للرئيس لاستكمال مسيرة البناء في الجمهورية الجديدة، ورد عليهم الرئيس التحية بابتسامة عريضة ولوح لهم بايديه وهبط من سيارته ولم تكن المسافة بينه وبين من جاء لاستقباله من ابناء الجالية سوى مترين فقط وحرص المشاركون في استقبال السيسي على رفع علم مصر وظلوا يرددون الهتاف تحيا مصر تحيا مصر تحيا طوال الايام التي قضاها السيسي في بروكسل وامام مقر اقامته وايضا بالقرب من مؤسسات الاتحاد الاوروبي حيث كانت تنعقد القمة الاوروبية الافريقية

وبدأ الرئيس السيسي اليوم الاول من زيارته الرسمية بلقاء مع جلالة الملك فيليب ملك بلجيكا وذلك بمقر القصر الملكي ببروكسل ورحب الملك فيليب رحب بالرئيس في زيارته الأولى لبلجيكا، مشيداً بالعلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الصديقين على المستويين الرسمي والشعبي، ومؤكداً حرص بلاده على تنميتها في مختلف المجالات، خاصةً في ظل الطفرة التنموية الملموسة التي تشهدها مصر، كما أشاد الملك فيليب بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصةً في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.من جانبه أعرب السيد الرئيس عن التقدير لحفاوة الاستقبال البلجيكي، مشيداً سيادته بعلاقات الصداقة المصرية البلجيكية المتينة والممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات البلجيكية في مصر.

كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في اليوم الاول من الزيارة الرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات البلجيكية وهم شركة “ديمي” لأعمال التكريك، وشركة ميناء “أنتويرب”، وشركة “فلوكسيس”، وذلك بمقر إقامته في بروكسل،اللقاء تناول “متابعة التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر لتوليد الطاقة”.وقد أكد السيد الرئيس على استراتيجية مصر الوطنية لتعزيز الاستخدامات من الوقود البديل والاتجاه إلي الطاقة الخضراء النظيفة، مع التركيز في هذا الإطار على إنتاج الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع الشركاء الأجانب وفقاً لرؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، معرباً سيادته عن التطلع في هذا الصدد لدخول الشركات البلجيكية العاملة في ذلك المجال إلى السوق المصرية كشريك دولي عريق وموثوق، وذلك لتعظيم الفوائد علي الدولة من خلال تنويع مصادر الطاقة ونقل المعرفة وتدريب الكوادر وتشجيع الصناعة المحلية.من جانبهم أعرب أعضاء تحالف الشركات البلجيكية عن تشرفهم بلقاء الرئيس، مثمنين حرص مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجال توليد الطاقة الجديدة والمتجددة باعتبارها مستقبل هذا المجال، خاصةً مع تقديم الحكومة المصرية للعديد من الحوافز الاستثمارية لزيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر، وكذا تمتع مصر بخصائص ومقومات طبيعية وجغرافية مثالية لإنجاح هذا التوجه، ومؤكدين حرصهم على التعاون مع مصر في هذا المجال في إطار الالتزام بالأهداف العالمية لحماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري، وكذا مساعدة مصر على استغلال الموارد الطبيعية المتنوعة بها على أفضل نحو لصالح استخدامات التنمية.

كما عقد الرئيس السيسي مباحثات قمة موسعة مع رئيس وزراء بلجيكا “ألكسندر دي كرو”، و رحب الاخير بالرئيس في أول زيارة له إلى بروكسل، وكذلك بمشاركة سيادته في القمة الأفريقية / الأوروبية السادسة ، وعلى صعيد العلاقات الثنائية، حرص السيد “دي كرو” على الإشادة بما حققته مصر فى مجال التنمية، والمشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم فى تحفيز الشركات البلجيكية على العمل في مصر للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة.من جانبه اعرب الرئيس السيسي لرئيس الوزراء البلجيكي عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً سيادته الحرص على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بالنظر إلى العلاقات التاريخية لمصر مع بلجيكا، كما ان اللقاء شهد استعراضاً لعدد من موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، خاصةً تطوير وإدارة الموانئ واللوجستيات والطاقة النظيفة والمتجددة، والتحول الاخضر علي خلفية التطور الكبير الذي تشهده مصر في هذا القطاع المتزايد الاهمية علي المستوي الدولي وكذلك لاستضافة مصر القمة العالمية للمناخ بنهاية العام الحالى، وقد اوضح السيد الرئيس ان مصر اصبح لديها بنية اساسية متطورة ومكتملة العناصر علي اعلي مستوي تم تشييدها خلال السنوات السبع الماضية تتيح التعاون والشراكة الفعالة في مجال الطاقة بانواعها سواء من حيث الانتاج او الربط والتوزيع لدول الجوار الاقليمي ومنها اوروبا. من جانبه أكد رئيس الوزراء البلجيكي حرصه على تعزيز التعاون والشراكة بين مصر وبلجيكا وتشجيع الشركات البلجيكية على زيادة العمل فى مصر، فضلاً عن مواصلة تطوير العلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين. المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث حرص السيد “دي كرو” علي الاطلاع على رؤية وتقدير السيد الرئيس تجاه القضايا السياسية في منطقة شرق المتوسط والقارة الافريقية والشرق الاوسط، كما أشاد رئيس وزراء بلجيكا بجهود مصر اللافتة بقيادة السيد الرئيس في مجال مكافحة الفكر المتطرف وترسيخ مباديء حرية العقيدة والتسامح وتقبل الآخر، فضلاً عن جهود تمكين المرأة، وكذلك اطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان.

ثم شهد اليومين الثاني والثالث من الزيارة برنامجا مكثفا للرئيس من خلال مشاركته في العمال القمة الاوروبية الافريقية واللقاءات الثنائية التي اجراها مع العيديد من القيادات الاوروبية والافريقية المشاركة في هذا المؤتمر واستهل الرئيس لقاءاته بمحادثات ثنائية مع رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون ديرلاين وايضا المشاركة في في اكثر من مائدة مستديرة انعقدت على هامش القمة الى جانب عشاء العمل الذي اقيم للمشاركين في القمة وبالنسبة للقاء مع رئيسة المفوضية رئيسة المفوضية الأوروبية فقد أعربت الاخيرة عن ترحيبها بزيارة السيد الرئيس إلى مقر الاتحاد الأوروبي، وحرصها على التواصل المنتظم مع سيادته في ظل كون مصر شريكاً استراتيجياً مهماً للاتحاد الأوروبي، مؤكدةً رغبة الاتحاد في مواصلة دفع التعاون مع مصر على مختلف المستويات بالنظر إلى ما تمثله مصر من مركز ثقل للمنطقة. من جانبه، رحب السيد الرئيس باستمرار التواصل مع رئيسة المفوضية الأوروبية، معرباً سيادته عن التقدير للعلاقات المصرية الأوروبية، ومؤكداً الاهتمام بتطويرها وتعميق الشراكة التقليدية بين مصر والاتحاد الأوروبي، باعتبارها إحدى أهم محاور السياسة المصرية، أخذاً في الاعتبار تشارك الجانبين في الجوار الإقليمي المتوسطي، وما كان لتلك الوضعية الجغرافية تاريخياً من تأثير مهم في مد جسور التواصل الحضاري والثقافي والتجاري والسياسي بين مصر والقارة الأوروبية.و اللقاء تناول متابعة تطورات مختلف أوجه العلاقات بين الجانبين، خاصة مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية والتحول الأخضر، وذلك في ضوء استضافة مصر للقمة العالمية للمناخ العام الجاري، بالاضافة الي التعاون فى مكافحة ظاهرة الهجرة غير شرعية، والفكرة المتطرف والارهاب، كما تطرق اللقاء إلى التباحث بشأن اهم وأبرز القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك في منطقة المتوسط والشرق الاوسط وشمال افريقيا، حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية على الأهمية الكبيرة التى يوليها الاتحاد الأوروبى لدور مصر الهام والمحورى الذى يحقق التوازن تجاه كافة القضايا الاقليمية

كما التقى السيسي مع رئيس المجلس الأوروبي، وذلك بمقر المجلس بالعاصمة البلجيكية بروكسل. ورحب شارل ميشيل بالزيارة التاريخية الأولى للسيد الرئيس إلى بروكسل ومقر الاتحاد الأوروبي، مثمناً العلاقات المتميزة التي تجمع الاتحاد مع مصر، ومؤكداً في هذا الصدد اهتمام الجانب الأوروبي بتعزيز تلك العلاقات على مختلف الأصعدة، خاصةً في ظل كون مصر همزة الوصل بين العالمين العربي والأوروبي، وبالنظر إلى الثقل السياسي الذي تتمتع به دولياً وإقليمياً.من جانبه توجه السيد الرئيس بالشكر على حفاوة الاستقبال، مؤكداً سيادته المكانة المهمة التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في إطار السياسة المصرية والتي ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل وذلك في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط. اللقاء تناول استعراض مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التي يشهدها التعاون المؤسسي بين الجانبين سياسياً واقتصادياً وتنموياً وتعزيز الحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الإقليمية الهامة في المحافل الدولية؛ خاصةً تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التوافق بشأن ضرورة تعزيز قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بهذا الملف الهام، مع استمرار العمل على دعم مسار التسوية السياسية. و السيد ميشيل حرص على الإشادة بجهود مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً تقدير الاتحاد الأوروبي لهذه الجهود في التعامل مع ذلك الملف، خاصةً مصر تعد نموذجاً ناجحاً في المنطقة في هذا الصدد تحت القيادة الحاسمة والحكيمة من السيد الرئيس. كما أعرب السيد الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وفقاً لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف.

كما التقى الرئيس السيسي مع السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، وأشاد السيسي بعمق العلاقات المتميزة بين مصر واليونان، والتطور الملموس الذي يشهده التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والمستوى المتميز من التنسيق السياسي بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، معرباً سيادته عن تقديره لمواقف اليونان تجاه مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي، والتي تعكس متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين.من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء اليوناني خصوصية الروابط الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، مرحباً بالتقدم الملحوظ في مستوى التعاون الثنائي خلال السنوات الماضية، ومعرباً عن حرص بلاده على مواصلة تعميق العلاقات بين البلدين ودفعها إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، خاصةً في ضوء الدور المصري البارز في تعزيز آليات العمل المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بمنطقة المتوسط، والذي يعد نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الإقليمي.والمباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، كما تناولت عدداً من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك

وترأس الرئيس السيسي ، المائدة المستديرة حول تغير المناخ، والتي انعقدت في اطار أعمال القمة السادسة للمشاركة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وقد أكد السيد الرئيس خلال المائدة المستديرة أن استضافة مصر لقمة المناخ العالمية القادمة في نوفمبر 2022 تأتي بالنظر إلى إدراك مصر لخطورة التحدي الذي تمثله ظاهرة تغير المناخ، مشيراً سيادته إلى أن مصر ستسعى إلى خروج القمة بنتائج متوازنة وقابلة للتنفيذ لرفع طموح عمل المناخ بكافة مكوناته، سواء على صعيد خفض الانبعاثات أو التكيّف، وذلك للبناء على النتائج الإيجابية للمؤتمر السابق في جلاسجو ولتحويل تعهدات المناخ إلى واقع فعلي، ومؤكداً في هذا الإطار أهمية دعم القارة الأفريقية لمواجهة هذه الأزمة، بما في ذلك عبر توفير تمويل المناخ المُيسر، والذي يُعد حجر الزاوية للجهود القائمة في هذا الإطار. كما شدد السيد الرئيس على أهمية دعم التحول العادل للطاقة في القارة الأفريقية في إطار جهود خفض الانبعاثات الكربونية ودعم التحول الأخضر، مشيراً سيادته في هذا الصدد إلى أهمية المبادرة الأفريقية للطاقة المُتجددة، التي أطلقها سيادته نيابةً عن القارة الأفريقية في 2015، كإطار فعال لحشد الاستثمارات لقطاع الطاقة المُتجددة، فضلاً عن ضرورة حشد التمويل اللازم لتنفيذ العدد الكبير من مشروعات الربط الكهربائي التي توافقت الدول الأفريقية بشأنها ضمن قائمة مشروعات “برنامج تنمية البنية التحتية القارية”. وشهدت المائدة المستديرة حواراً مفتوحاً بشأن جهود تعزيز الشراكة بين أوروبا وأفريقيا في إطار عمل المناخ الدولي، حيث تم التوافق بشأن أهمية تكثيف العمل خلال الفترة المقبلة لبلورة رؤية مشتركة لمواجهة تحدي تغير المناخ، وصولاً إلى قمة شرم الشيخ نهاية العام الجاري..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى