عبدالله مصطفى
صحفي مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي
زمان كان هناك عادة لدى البعض وخاصة في الحالات الرومانسية ..وهي الامساك بوردة في اوقات القلق والحيرة ويقوم الشخص بتقطيع وريقات الوردة وهو يتساءل مع كل واحدة …فمرة يقول بتحبني .. وفي الاخرى يقول مابتحبنيش او اذا كان في انتظار مكالمة هاتفية يقول ح تتصل وفي الاخرى يقول لا ماتتصلش. ولو حصل على وعد بمقابلة يجلس ويقول ح تيجي .. لا مش ح تيجي ويفرح عندما تكون الورقة الاخيرة في اوراق الورد تحمل له مايتمنى وهكذا كان يمر الوقت لقتل الملل ومرارة الانتظار .
والحالة الان في اوروبا تشهد قلقا بالغا ليس في انتظار الحبيب ولا المحبوبة وانما في ظل التوترات المرتبطة بملف الحشود العسكرية الروسية قرب اوكرانيا ولا احد يستطيع ان يجزم بان الحرب وشيكة وفي نفس الوقت لا يستطيع احد ان يؤكد عدم حدوث مواجهات عسكرية وخلال الايام الماضية بدأنا نرى تصعيدا في التصريحات تارة ثم تأتي بعدها تصريحات تتحدث عن فرص الحلول عبر الحوار
وعشية اجتماع مقررة لوزراء دفاع الدول الاعضاء في حلف الناتو ببروكسل 16 فبراير ، صدر بيان عن الاتحاد الاوروبي بشأن الوجود الدبلوماسي في كييف .وحسب ماجاء في البيان “ينسق الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه إجراءاتهم في ضوء التهديدات الحالية على أوكرانيا.ونقل البيان عن منسق السياسة الخارجية جوزيب بوريل قوله ” بعثاتنا الدبلوماسية لا تغلق. يظلون في كييف ويواصلون العمل لدعم مواطني الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع السلطات الأوكرانية. يتم تعديل حضور الموظفين وإرشادات السفر لمواطني الاتحاد الأوروبي حسب الضرورة لمراعاة الظروف الأمنية.واختتم بوريل بالقول ” نؤكد مجددًا دعمنا المستمر لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها وجهودنا الدبلوماسية نحو خفض التصعيد. نتذكر أن أي عدوان عسكري آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وكلفة باهظة في الرد.
ويأتي ذلك فيما نصحت الدول الاعضاء رعاياها بمغادرة اوكرانيا ففي العاصمة بروكسل نصحت وزارة الخارجية البلجيكية بعدم السفر إلى جميع الأراضي الأوكرانية اليوم السبت وأوصت شدة بمغادرة المواطنين البلجيكيين الموجودين في أوكرانيا.وجاء في بيان وزارة الخارجية : “لا يُنصح بشدة” السفر إلى الأراضي الأوكرانية، كما يُطلب من المواطنين في أوكرانيا “والذين ليس وجودهم ضروريًا تمامًا مغادرة البلاد”، وفي حالة تعذر ذلك ، أوصت الخارجية بالتسجيل في موقع “ترافيلرز أونلاين” والاتصال بالسفارة البلجيكية في كييف.
وحذرت وزارة الخارجية ، من أنه “إذا ساء الوضع ، لا يمكن ضمان الإخلاء من أوكرانيا. لذلك يُنصح بمغادرة البلاد طالما كان ذلك ممكنًا ، مشيرة إلى أن وسائل الاتصال يمكن أن تتعطل بشكل خطير في حالة تدهور مفاجئ للوضع.
ويأتي هذا التغيير في إرشادات السفر مع تصاعد التوترات على الحدود بين أوكرانيا وروسيا ، حيث تخشى الأولى غزو الأخيرة.
وتواصل روسيا إنكار نيتها غزو أوكرانيا ، على الرغم من استمرار تعزيز موقفها العسكري على الحدود الأوكرانية كما طلبت بريطانيا والنرويج وهولندا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا من رعاياها الموجودين في أوكرانيا مغادرة البلاد.
وشارك الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ يوم الجمعة الماضية في اجتماع افتراضي نظمه رئيس الولايات المتحدة جو بايدن حول استمرار الحشد العسكري الروسي في أوكرانيا وحولها ، وآثاره على الأمن الأوروبي والدولي. كما ضم الاجتماع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، والمستشار الألماني أولاف شولتز ، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي ، والرئيس البولندي أندريه دودا ، والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس ، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي. المجلس شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وأوضح المشاركون أن أي عدوان روسي آخر ضد أوكرانيا سيكون بتكلفة عالية ، وأكدوا في الوقت نفسه استعدادهم لمواصلة الحوار مع روسيا. حذر الأمين العام لحلف الناتو من أن خطر نشوب صراع في أوروبا حقيقي ورحب بالانتشار الدفاعي الإضافي الأخير لحلفاء الناتو في الجزء الشرقي من الحلف.
وشكر السيد ستولتنبرغ الرئيس بايدن على التشاور الوثيق المستمر مع الحلفاء ، مضيفًا أن وزراء دفاع الناتو سيناقشون الأسبوع المقبل كيفية تعزيز الموقف الدفاعي لحلف الناتو. كما اتفق القادة على أهمية استمرار الحوار مع روسيا. أشار الأمين العام لحلف الناتو ، ينس ستولتنبرغ ، إلى أنه دعا روسيا وجميع الأعضاء الآخرين في مجلس الناتو وروسيا لعقد مزيد من الاجتماعات لمناقشة الأمن الأوروبي ، بما في ذلك الوضع في أوكرانيا وحولها ، والعلاقات بين الناتو وروسيا ، والشفافية وتقليل المخاطر ، والسيطرة على التسلح.
وخلاصة القول ان الامور غير واضحة ويرى البعض ان هناك خطوة على طريق التصعيد ثم تليها خطوة اخرى تشير الى تفضيل الحوار والتهدئة . والبعض يرى ان روسيا قد تغزو اوكرانيا من جديد فقد سبق ان فعلت ذلك قبل سنوات وضمت الى الاراضي الروسية جزيرة القرم وكل مافعله الاتحاد الاوروبي هو فرض عقفوبات اقتصادية على روسيا وردت موسكو بالمثل ولهذا يرى البعض من المراقبين ان السيناريو ربما يتكرر مرة اخرى ولكن اصحاب الرأي الاخر يؤكدون على ان الناتو يرى في حصول روسيا على اراضي جديدة في اوكرانيا يعني اقترابها اكثر من حدود الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي مثل بولندا وغيرها وهذا يعتبر تهديدا للامن الاوروبي ومن هذا المنطلق لابد من تفادي حدوث هذا الامر . والجميع الان في حالة من القلق والترقب لما سوف تحمله الايام وربما الاسابيع القادمة من تطورات.