بقلم: أحمد طه الغندور
علم جديد يسمو في سماء فلسطين هو الأسير “هشام أبو هواش” الذي ينتصر اليوم على “هنجعية الاحتلال” بعد إعلانه الفداء بالروح من أجل الوطن، ومن أجل التمسك بحقوقه الإنسانية في مواجهة “قتل العدالة” المتمثل في “الاعتقال الإداري” الذي يمارسه الاحتلال في حق أسرانا الذين لا يملك “تهمة” حقيقية يواجههم بها أمام العدالة الدولية.
هشام أبو هواش ابن قرية دورا بالخليل، من مواليد العام 1981، متزوج من السيدة “عائشة حريبات”، وأب لخمسة أطفال، والذي جرى اعتقاله إداريًا من قِبل “الاحتلال الإسرائيلي” عدة مرات كان أخرها في 27 من أكتوبر/تشرين الأول 2020، والتي بسببها شرع “الأسير” في معركته من أجلها، في معركة “الأمعاء الخاوية” والتي استمرت لمدة (141) يومًا؛ تحمل الكثير من الألم والأمل إلى أن انتصرت الإرادة على الألم، وعلى الظلم، وعلى “السجان”!
لا شك بأن “أسيرانا البطل” قد حظي بدعم شعبي بارز في معركته، ولكن الدعم الفاعل جاء من القيادة الفلسطينية التي بذلت جهودًا غير مسبوقة للعمل على تحرير الأسير، والمحافظة على حياته؛ من خلال تجنيد المؤسسات والمجتمع الدولي إلى جانب هذه القضية العادلة، والتي برزت تصريحات واضحة منها تدين الاحتلال على مثل هذه الجريمة!
واستمر الضغط والحملات المطالبة بـ “إلغاء الاعتقال الإداري” حتى رضخ “الاحتلال” وأعلن عن إنهاء “الاعتقال الإداري” ـ الغير شرعي ـ لأسيرنا البطل في 26 من شهر فبراير ـ شباط القادم!
وهذا لا يعتبر بأي شكل من الأشكال “كرم وطيبة” من “الاحتلال” بل هو محاولة جديدة لـ “الإفلات من العقاب” فهل من المقبول أن نسمح له بذلك؟!
إذن؛ من المطلوب أن ننتصر لـ “هشام” صاحب “الإرادة الفولاذية”، أن ننتصر لـ “الأسرى البواسل” وبشكل جماعي، هناك أكثر من (4600) أسير فلسطيني لدى الاحتلال، بينهم نحو (500) أسير إداري و(34) أسيرة و(160) قاصرا، فإلى متى!
أليس هؤلاء “الأسرى” هم بوتقة الوحدة الوطنية لهذا الشعب؟!
ألم نُلاحظ بأن “قضية هشام” قد أبرزت شكلًا من الوحدة بين الشعب، والفصائل، والقيادة، وقد كانت نتيجتها إيجابية!
ألا يُدلل ذلك على أن “الانقسام البغيض” طارئ على المكون الفلسطيني!
إذن هل من الممكن أن نكون أكثر صدقًا مع أنفسنا، ومع أبنائنا في “معتقلات الاحتلال” ونعمل بشكل جماعي، موحد، ومتكامل لإنهاء هذه المأساة الإنسانية!
هل من المعقول تجاوز القيادة في أي صفقة أسرى؟!
هل من المعقول الإبقاء على الصمت في وجه “سويسرا” و “اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي” وعدم التدخل الفعلي بموجب الاتفاقيات الدولية لمواجهة “الاحتلال”! أين أسرانا من “اتفاقية جنيف الثالثة”!
هل من المعقول أن المئات من مؤسسات حقوق الإنسان لا تستطيع الوصول إلى محكمة الجنايات الدولية لمساءلة الاحتلال عن جرائمه في حق الأسرى!
لماذا لا يكون “هشام” هو “سفيرنا” ليُمثل إخوانه “الأسرى” في قضية أمام محكمة الجنايات الدولية؟!
لعله بإرادته الفولاذية يوصل الصوت واضحًا إلى محراب العدالة!
ختامًا؛ تعجز كلماتي عن شكرك وتهنئتك أخي هشام على نضالك، ونصرك في مواجهة الصلف، والغرور فقد ذكرتنا مجددًا بمدى ضعفه وعجزه!