السفيرة هيفاء أبو غزالة تخذر من تداعيات كورونا على الصحة الإنجابية والجنسية واختلال معدلات الخصوبة
أشرف أبو عريف
ألقت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، كلمة في المجلس العربي للسكان والتنمية الدورة (3) كلمة جاءت على النحو التالى:
معالي السيد/ يوسف شُرفة، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية؛
معالي الدكتور/ خالد بتال النجم، وزير التخطيط ورئيس اللجنة الوطنية للسياسات السكانية في الجمهورية العراقية؛
معالي الدكتور/ هيكتور حجار، وزير الشؤون الاجتماعية في الجمهورية اللبنانية؛
معالي الدكتور على المرابط، وزير الصحة في الجمهورية التونسية ممثلا بالدكتور حبيب غديرة؛
سعادة الدكتور ة كارينا نارسيسيان نائب المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان؛
السيدات والسادة،
اسمحوا لي في البداية أن أرحب بكم في “بيت العرب” الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وان انقل اليكم تحيات معالي الأمين العام السيد/ أحمد أبو الغيط التي حالت ارتباطاته، دون مشاركته وأبلغكم تمنياته لاجتماعنا هذا بكل النجاح والتوفيق، وأن أتقدم بالتهنئة الى معالي السيد/ يوسف شرفة، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ممثلا الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على تولي بلادكم رئاسة أعمال الدورة الثالثة للمجلس العربي للسكان والتنمية مُتمنيةً كل التوفيق والنجاح لأعمالها.. كما أتقدم بالشكر لمعالي الدكتور/ على المرابط، وزير الصحة في الجمهورية التونسية، على قيادة دولته الموقرة لأعمال الدورة المنقضية بكل اقتدار خاصة انها أتت في ظل التعايش مع استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد للعام الثاني على التوالي.
الحضور الكريم،
يعقد اجتماعنا اليوم خلال فترة عصيبة وحرجة حيث لاتزال جائحة فيروس كورونا المستجد وطفراته تضرب العالم بقوة من جديد بالرغم من تسريع وتيرة عمليات التطعيم على مستوى العالم؛ ومخلفة وراءها حصيلة ما يقرب من 5 ملايين وفاة و263 مليون مصاب على مستوى العالم، ومتسببة في نكسات خطيرة للمكاسب الإنمائية عالمياً، فضلاً عن التداعيات السلبية طويلة الأجل والتي القت بظلالها القاتمة على الاقتصاد العالمي بشكل غير مسبوق يكاد يفوق في شدته الكساد العظيم.
إن هذه الجائحة تمثل في قلبها أزمة تضامن، أبرزها وأعقدها الضعف الجذري للهيكل العالمي للرعاية الصحية وبخاصةً تلك المرتبطة بتوفير معلومات وخدمات الصحة الإنجابية والجنسية مما أدى الى تغير معدلات الخصوبة؛ حيث أظهرت تحاليل البيانات مؤخرا أن الوباء أوقف الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة وعطل برامج الصحة الإنجابية مما أدى إلى حوالي 7 ملايين من الحمل الغير مرغوب فيه بين الفئات الهشة. كما إن إعادة تخصيص الموارد بعيدًا عن هذه الخدمات خلال هذه الجائحة كان له تأثيرا سلبياً على صحة النساء والفتيات، وأدى إلى تفاقم فجوة عدم المساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وبذلك كانت النساء المتضرر الأكبر من كل التبعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية خلال هذه الأزمة.
السيدات والسادة،
أن الدول العربية تشترك في عدد من القضايا والتحديات السكانية والتنموية والتي تؤثر على مسيرتها نحو تحقيق التنمية المستدامة، ولعل أبرزها على سبيل المثال لا الحصر تلك المرتبطة بقضايا الصحة الانجابية وما يرتبط بها من ممارسات ضارة (زواج قسري، العنف ضد المرأة وارتفاع معدلات الانجاب)، بالإضافة إلى المعوقات المرتبطة بالأعراف الاجتماعية وديناميات النوع الاجتماعي وتمكين المرأة، فضلا عن التحديات المرتبطة بفجوة المعلومات نتيجة وجود قصور شديد في البيانات والمعلومات وإتاحتها في الدول العربية.
كل هذه التحديات تلعب دورا هاما في بلورة رؤية المنطقة وتنبثق عنها أولويات القضايا السكانية التي تتمحور بشكل رئيسي حول إدماج الديناميات السكانية في جهود التنمية، والعمل على تحقيق العائد الديمغرافي.
الحضور الكريم،
نعقد اليوم الدورة العادية الثالثة للمجلس العربي للسكان والتنمية، هذا المجلس الوليد الذي أتت ظروف انشائه بالتزامن مع جائحة وضعت العالم امام تحديات جسام تمس الانسان مباشرة ان كان بروحه او بقوته. لقد حاول المجلس ان يقوم بمهامه في ظل كل هذه التحديات وينفذ قراراته بالطرق والوسائل المتاحة لديه مع عدد من الشركاء على رأسهم صندوق الأمم المتحدة للسكان ونحن كلنا امل بوجودكم بيننا اليوم ان ندفع عمل المجلس وندعمه لكي يقوى ويتمكن ويساهم في دفع قضايا السكان والتنمية ضمن عجلة التنمية.
لقد عمل المجلس العربي للسكان والتنمية خلال الدورتين السابقتين على بلورة الاستراتيجية العربية للتخطيط السكاني لكي تمثل اطاراً مرجعياً للدول العربية يمكن من خلاله بلورة رؤية للمنطقة تستجيب للتحديات الإنمائية والديناميات السكانية وتساهم في تطوير خطط تنفيذية واستراتيجيات وطنية للسكان.
كما عقد تحت مظلته ورشات تدريبية لتعزيز قدرات المجالس واللجان الوطنية للسكان: الإدارة المحكمة بالنتائج بالتعاون مع المجلس الأعلى للسكان في الأردن وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان؛ فضلاً عن العديد من الاجتماعات ناقشت خلالها المواضيع السكانية الطارئة وذات الأولوية كالسكان والأمن الغذائي والصحة الإنجابية والإسلام؛ وأيضاً تم اصدار العديد من الدراسات منها منا تم تعميمه على الدول الأعضاء ومنه ما زال قيد المراجعة.
السيدات والسادة،
معروض أمامنا اليوم على جدول الأعمال عدد من الموضوعات التي تهدف بمجملها لمواجهة وتخفيف آثار الجائحة على الفئات السكانية المختلفة وكذلك الحفاظ على ما تحقق على الأرض من مكاسب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية 1994 وإعلان القاهرة 2013.
يأتي في مقدمتها الاجتماع السنوي للجنة السكان والتنمية بالأمم المتحدة، وتعمد الأمانة العامة الى عقد اجتماعات الدورة العادية للمجلس العربي للسكان والتنمية سنويا خلال الفترة التي تسبق عقد اجتماع اللجنة بغية توحيد الموقف العربي من الفعاليات الدولية بما يتناسب مع الخصوصية التي تتمتع بها دولنا الاعضاء ليكون لها صوتا واحدا يؤكد على التزاماتنا وخصوصية ثقافتنا ومجتمعاتنا في تلك الفعاليات الهامة.
كما يسعى المجلس لمواكبة المستجدات والأولويات المطروحة على الساحة الدولية والعالمية ولعل ابرزها التغيرات المناخية، حيث يفرض التصاعد المتسارع لقضية التغير المناخي، ومظاهرها وتبعاتها المتعددة تحديات كبيرة على مختلف الفئات السكانية، وكذلك شيخوخة السكان كأحد الديناميات السكانية التي تلقى بتداعياتها على النمو الاقتصادي وما يترتب عليه زيادة الضغوط المالية والضغوط على الاقتصاد الكلي.
وهنا لا يفوتني، ان اخص قطاع الاعلام وما لديه من تأثير في حشد التأييد ورفع الوعي لدى المجتمع بالقضايا السكانية المختلفة وتعزيز دور المجلس العربي للسكان والتنمية بالوصول الى كافة شرائح المجتمع، وخاصة ان هدفنا الأول والأخير هو “ان لا يتخلف احد عن الركب”
وختاماً، أود ان أتقدم بالشكر لمعالي السادة الوزراء الحضور والى الوفود المشاركة وكل من ساهم في تنظيم هذا الاجتماع وأني احيي الشراكة المتواصلة والمتعززة بين جامعة الدول العربية وصندوق الأمم المتحدة للسكان الأسرة والتي كان لها الأثر القيم على فعاليات وأدوار إدارة السياسات السكانية والعديد من إدارات القطاع الاجتماعي، والوقع الايجابي على العمل العربي المشترك الاجتماعي والسكاني والتنموي وكذلك الشركاء من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ومنظمة شركاء من أجل السكان والتنمية والاتحاد الدولي لتنظيم، آملين أن يستمر هذا التعاون وأن تتسع فوائده .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،