بقلم: عبدالله مصطفى
صحفي مصري مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي
تغريدة لمنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي أظهرت مايدور في عقلية العديد من الاوروبيين ونظرتهم الى منطقة جنوب المتوسط واعتبارها منطقة مشاكل وصراعات واصبحت تشكل صداعا في رأس الاتحاد الاوروبي الذي ترتبط مصالحه مع الشركاء في الجنوب ويسعى دائما الى ايجاد حلول لبعض المشاكل والازمات التي تواجهها المنطقة طالما كان قادرا على فعل ذلك سواء بالوساطة او تقديم المساعدات المالية . واعترف جوزيب بوريل في تغريدته بانه بالنسبة للعديد من الاوروبيين يرتبط البحر الابيض المتوسط والجوار الجنوبي بشكل اساسي بالصراعات والهجرة ، وعاد بوريل ليقول ” لكن علاقتنا كانت ويجب ان تكون أكثر من ذلك بكثير “.
ولهذا السبب أكد المسئول الاوروبي ان النقاش الرئيسي امام المنتدى الاقليمي للاتحاد من أجل المتوسط والاجتماع الوزاري بين التكتل الاوروبي الموحد والجوار الجنوبي الذي انعقد مؤخرا في برشلونة ، كان يدور حول كيفية جعل البحر الابيض المتوسط مكانا للتقدم المشترك.
ولم يقف الامر عند الاعتراف بهذه النظرة لدى البعض من الاوروبيين، وانما جرى التحدث عن كيفية معالجة المشاكل وانهاء هذا الصداع ، وذلك عبر تجديد شراكة بين الجانبين، تخدم مصالح الطرفين وتحقق الفوائد لهما.
وكان الاجتماع فرصة لاستعراض التقدم المحرز في تنفيذ الأجندة الجديدة للبحر الأبيض المتوسطالمعتمدةفي فبراير الماضي، وكذلك الخطة الاقتصادية والاستثمارية للمنطقة ، كجزء من استراتيجية الشراكة المتجددة.
الاجتماع ركز على الحاجة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر شمولاً ومساواة لتقليص الفجوات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وتبادل الوزراء الاراء حول ضرورة خلق فرص اقتصادية خاصة للشباب وسبل العمل معا لحل النزاعات في المنطقة وتنظيم الهجرة. ركزت المناقشات أيضًا على الحاجة إلى تسريع التحول الاقتصادي الأخضر و “إعادة البناء بشكل أفضل” في سياق التعافي بعد كورونا وميثاق غلاسكو للمناخ. ولاينكر احد ان الاختلافات واضحة بين الاقتصاديات والظروف الاجتماعية بين ضفتي المتوسط وكان هذا عاملا رئيسيا في الهجرة غير الشرعية من الجنوب الى ارض الاحلام في اوروبا.
وتناول جوزيب بوريل هذا الامر في كلمته خلال الاجتماع عندما قال : “هدفنا هو المضي قدمًا في جدول الأعمال المشترك في المجالات ذات الأولوية لدينا واستغلال المزيد من فرص شراكتنا. نحن بحاجة إلى سد الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الضفتين ، يجب أن يكون البحر الأبيض المتوسطمكانًاللتقدم المشترك. من أجلمصلحتنا المتبادلة، نحتاجإلى تعزيزتعاوننا ،وتحسين الظروفالمعيشية والفرصالاقتصادية، وبناءمستقبل مشترك معًا.
المفوضية الاوروبية في بروكسل والتي شاكت في الاجتماعات من خلال اوليفر فارهيلي المكلف بملف سياسة الجوار رأت الاجتنماع فلارصة لتنبيه الشركاء في الجنوب الى اولويات عملها خلال المرحلة القادمة وبالتالي لابد ان تكون تلك الاولويات في صدارة الشراكة مع دول الجنوب وقالت المفوضية ” يعتبر التحول الاقتصادي الأخضر والانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة ضرورة وجودية بقدر ما هو فرصة للتنويع الاقتصادي والنمو على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف مفوض الجوار والتوسع، في العام الماضي ، فكرنا في الدروس المستفادة بعد 25 عامًا من إعلان برشلونة ووضعنا الأسس لجدول أعمال جديد للبحر الأبيض المتوسط. هدفنا المشترك: خلق منطقة مشتركة من الازدهار والاستقرار حيث يمكن للناس أن يزدهروا. ستساعد الخطة الاقتصادية والاستثمارية في تحفيز الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي على المدى الطويل ، وخلق النمو الاقتصادي والوظائف ، ودعم الاستثمار في رأس المال البشري. الآن ، حان وقت التنفيذ.
وجدد الوزراء التأكيد على أن الشراكة المتوسطية المعززة تظل ضرورة إستراتيجية.و أكد ممثلو الجانب الاوروبي مجددًا على استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم الشركاء لجني جميع الفوائد من الاستثمار في الانتقال نحو مستقبل مرن وشامل ومحايد مناخيًا. كما شددوا على الفرصة الهائلة التي يمثلها هذا التحول للنمو وخلق فرص العمل وبناء منطقة أقوى وأكثر مساواة وازدهار واستقرار.
ومن المفترض ان تظهر نتائج هذه الخطط خلال المرحلة القادمة ويجب ان تكون واضحة للجميع وبشكل ملموس لان المواطن على ضفتي المتوسط بدأ يفقد الثقة في المسئولين الذين يرددون شعارات جوفاء منذ بداية الشراكة قبل ربع قرن ولم يتحقق الا القليل على ارض الواقع .. فهل تعلم الجميع الدرس وسيعملون بشكل اكثر واقعية لتغيير الوضع الحالي وتحقيق نتائج ايجابية تخدم مصالح الاوروبيين وسكان دول جنوب المتوسط.