السفير أحمد رشيد خطابي يصف العلاقات بين العالم الإسلامي وروسيا ب”التاريخية”
أشرف أبو عريف
ألقى السفير أحمد رشيد خطابي – الامين العام المساعد ، المشرف على قطاع الاعلام والاتصال ، كلمة في الجلسة الافتتاحية لمجموعة الرؤية الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية والعالم الاسلامي والذي يعقد في جدة بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23 إلى 25 نوفمبر الجاري والتى جاءت على النحو التالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الملكي
السيد رئيس مجموعة الرؤية الاستراتجية روسيا – العالم الإسلامي
أصحاب المعالي والسعادة
أصحاب الفضيلة
اسمحوا لي في مستهل كلمتي باسم جامعة الدول العربية ونحن نلتقي بالمملكة العربية السعودية ، أرض النبوة الطاهرة، في إطار أعمال هذه المجموعة الموقرة أن أنقل لكم تحيات معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام وتمنياته لهذه الدورة لتكون لبنة جديدة وخطوة موفقة على طريق الارتقاء بالعلاقات بين روسيا والعالم الاسلامي .
تلكم العلاقات التي تتسم بتواصل تاريخي وتفاعل إنساني وروحي وحضاري والتي شهدت مع بداية هذه الألفية تطورا مهما بعد منح الاتحاد الروسي عضوية صفة مراقب في المنتظم الإسلامي بما في ذلك إطلاق هذا الحوار الاستراتيجي .
ولي اليقين، أن تكاثف جهودنا وتناسق مبادراتنا دولا ومنظمات ونخب دينية وفكرية وإعلامية واقتصادية، وفق رؤية منسجمة ومتماسكة، عامل أساسي في الدفع بهذا الحوار خدمة للسلم والأمن، ونزع فتيل التوترات وإخماد الصراعات، وتعزيز ثقافة الانفتاح على الآخر، والتصدي للسلوكيات الإرهابية والنزعات المتطرفة، تمشيا مع القيم الكونية المتعارف عليها وتعاليم ديننا السمحة القائمة على الاعتدال والوسطية والحق في الاختلاف .
فنحن في حاجة لتعميق الحوار بين الثقافات والاديان بروح من الاجتهاد الخلاق، وتعبئة القدرات من أجل عمل فكري مقدام ضد من يعمد لتشويه صورة الإسلام بالاستكانة بنظرة جامدة، او اولئك الذين يحاولون تسخيره في حسابات انتخابية توظف خطابات الكراهية والتحريض والإقصاء.
ومن منطلق هذا المنظور التكاملي، فإن جامعة الدول العربية تدعم جهود هذه المجموعة لتحقيق أهدافها النبيلة في إرساء مقومات شراكة وثيقة بين روسيا والعالم الإسلامي مثمنا هنا تصوراتها وخلاصاتها القيمة على امتداد الدورات المنصرمة منذ 2006.
وفي هذا الاتجاه، تؤكد جامعة الدول العربية إرادتها الراسخة لبلورة مزيد من المكاسب الملموسة في نطاق مسار التعاون العربي – الروسي على هدي خطط عمل مشتركة طموحة بما فيها مشروع الخطة 2021 – 2023 المزمع اعتمادها خلال الدورة المقبلة لهذا المنتدى بمراكش.
والثابت، أن نجاح هذا العمل الجماعي يظل رهينا، في المقام الأول، بتعزيز جسور الثقة بعيدا عن الأحكام المسبقة وبالتحرر من رواسب الماضي، والتوجه بإرادة واثقة لمواجهة المخاطر التي تواجه الجميع على مختلف المستويات بما فيها التغير المناخي ومواجهة الجوائح العابرة للحدود.
وفي هذا الصدد،شكلت المخلفات والانعكاسات المؤلمة لجائحة كورونا اختبارا صعبا للضمير الإنساني وأثرت على الكثير من المفاهيم والمقاربات،ونظم التدبير على المستويات الوطنية والدولية، وأظهرت ضرورة بروز تضامن إنساني حقيقي لتجاوز مثل هذه الأوضاع الاستثنائية،وذلك بدءا بتدعيم منظومة العمل المتعدد الأطراف،وتحقيق تماثل أكبرمع انشغالات البلدان الأقل نموا.وخاصة في الفضاء
الافرو – اسيوي
وإذ أتوجه بخالص الشكر على كرم الضيافة للمملكة العربية السعودية وعلى حسن التنظيم الجيد لهذا الاجتماع أتمنى لأشغالكم كامل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله .