سلايدر

المؤسسات العُمانية … تعاون يصب في تحقيق التنمية الشاملة ويتوج مسيرة 51 عاماً من البناء

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

حرص السُّلطان هيثم بن طارق منذ تولِّيه مقاليد الحُكم على التَّأكيد على أهميَّة دور مجلس عُمان، ومساهمته المقدَّرة في مسيرة التَّنمية الشَّاملة للوطن، وهو حِرصٌ سامٍ يؤمن بأنَّ التَّعاون والتَّعاضد وتضافر الجهود بَيْنَ مؤسَّسات الدولة المختلفة كفيل ببناء مستقبل أفضل لعُمان الحبيبة، وهو جزء من رؤية القيادة السياسية لمشاركة أبناء الوطن، وتمكينهم من صُنْع مُستقبَلهم في جميع مناحي الحياة، وترسيخًا لمبادئ الشُّورى، لذلك أفرد لمجلس عُمان بالنِّظام الأساسي للدولة بابًا خاصًّا، تضمَّن أهمَّ الأحكام الخاصَّة بهذا المجلس، والاختصاصات المنوطة به، وأهمُّها هو إقرار أو تعديل القوانين التي تُحيلها الحكومة، وكذلك اقتراح مشروعات القوانين، ومناقشة خطط التَّنمية والميزانيَّة العامَّة للدولة، إضافة إلى أدوات المتابعة المقرَّرة لمجلس الشُّورى.

ومن منطلق الدَّور الحيَوي لمجلس عُمان، جاءت زيارة فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وعدد من الوزراء إلى مجلسَي الدولة والشُّورى في إطار التَّعاون المُشترك بَيْن كُلٍّ من مجلس الوزراء ومجلس عُمان، والتَّفاهم حَوْلَ العديد من الأمور التي تخدم الصَّالح العامّ.

وأكَّد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أهميَّة التَّنسيق المستمرِّ بَيْنَ مجلس الوزراء ومجلس عُمان وصولًا إلى التَّعاون المنشود في تنفيذ الخطط والبرامج الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وتحقيق كُلِّ ما يهمُّ الوطن والمواطن، كما أشار إلى أنَّ الحكومة تضع في مقدِّمة اهتماماتها تفعيل التَّعاون مع مجلسَي الدولة والشُّورى، والاستفادة من مرئيَّاتهم وبما يتمُّ إعداده من قِبَلهم من دراسات تُسهم في دعم الارتقاء بمسارات التَّنمية الشَّاملة للبلاد.

تنطلق أهميَّة هذه الزِّيارة فيما تُمثِّله المَرْحلة الرَّاهنة وما تشهده من تحدِّيات تتطلَّب بذْلَ المزيد من الجهود حفاظًا على ما تحقَّق من منجزات، والسَّير قُدمًا في تطويرها مع تكثيف نشْر التَّوعية المجتمعيَّة الهادفة، وقد أسفرت هذه الزِّيارة عن الاتِّفاق على تفعيل دَوْر اللَّجنة الوزاريَّة التنسيقيَّة مع مكتبَي مجلسَي الدولة والشورى للاضطلاع بدَوْر يساعد بشكْلٍ أكبر في التَّعاطي مع متطلَّبات هذه المَرْحلة.

يأتي ذلك بينما تستعد كافة القطاعات العُمانية للاحتفال بالعيد الوطني الواحد والخمسين للنهضة الذي يوافق 18 نوفمبر المقبل، ويأتي احتفال السلطنة هذا العام بمرور 51 عاماً على مسيرة النهضة الحديثة، وانطلاق عام جديد من النهضة العُمانية المتجددة التي أسسها السلطان هيثم بن طارق منذ توليه مسئولية الحكم في 11 يناير 2020م.

فمجلس عُمان أضحى له دور فاعل ملموس، وعلى أعضائه استثمار هذه الثِّقة وممارسة دَوْرِهم الفاعل، والعمل على التَّعاون البنَّاء مع الحكومة في إنجاح الخطط الرَّامية لدعم إمكانات السَّلطنة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والعلميَّة وبما يخدم الصَّالح العامَّ، ويرتقي بمكانة البلاد ومنزلتها الإقليميَّة والدوليَّة، ويساعدها على تحقيق التزاماتها في الداخل والخارج دُون تباطؤ أو تأخر.

ولا ريب أنَّ المُنتَظرَ من المؤسَّسات العُمانية مزيد من التعاون الملموس والتنسيق الكامل، والذي يهدف إلى تحقيق رؤية عُمان المستقبليَّة 2040، وأنْ تكون على قدر من المسؤوليَّة المُلقاة على عاتقها، وأنْ يكون التَّعاون والتَّنسيق هما الطَّريق الذي تختاره وتمضي وفقه بقيادة السُّلطان هيثم بن طارق حفاظًا على ما تحقَّق من منجزات، وتعزيزًا لمسيرة التَّنمية الشَّاملة التي تعمُّ أرجاء البلاد كافَّة، فمجلس عُمان يزخر بالخبرات التي سيكون لها دور كبير في الارتقاء بالبرامج التي تهدف لخدمة الصَّالح العامَّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى