أشرف أبو عريف
طالما كانت المملكة العربية السعودية رائد ومبادرة لتحقيق الأفضل للمجتمع الدولي على المستويات (السياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية) وغيرها من الشؤون الإنسانية، مما ضمن لها الريادة العالمية في مختلف الجوانب.
هذه المرة، تتطلع المملكة لتحقيق إنجاز يحسب للعالم أجمع، وليس لها بشكلٍ خاص، إذ تعتزم استضافة تجمّعٍ عالمي يعنى بالمجال البيئي، وتحديداً تحقيق التوازن البيئي، واتخاذ خطوات عملية جادة في جانب مهم وهاجس دولي يتمثل في التغيير المناخي، عبر مبادرات (الشرق الأوسط الأخضر، السعودية الخضراء، والشباب الأخضر) التي تستضيفها بوصفها تظاهرات عالمية، ستقدم من خلال منتديات وقمم، تتطلع من خلالها إلى تحقيق حلم عالمي بيئي لحماية كوكب الأرض.
قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، واحدة من هذه المبادرات التي تتبناها المملكة، وتجمع فيها قادة دوليين وإقليميين بارزين للتوصل إلى توافق حول الإجراءات الكفيلة بتلبية الالتزامات البيئية المشتركة.
وتبشّر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ببدء حقبة جديدة من دبلوماسية المناخ والتعاون الدولي، من أجل تعزيز العمل المناخي على نطاق واسع وسريع، تجمع قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الجهات الفاعلة حكومياً وأهلياً، بهدف تعزيز فرص الشراكة والاستثمار، إذ ستواصل المملكة إشراك مختلف أصحاب المصلحة لتحقيق الأهداف المشتركة في مكافحة التغير المناخي، وتوفير الفرص للعمل الجماعي وزيادة تأثيره، وذلك من خلال عمل المملكة مع دول الجوار بمنطقة الشرق الأوسط لمكافحة التغير المناخي في إطار مبادرة الشرق الأوسط الأخضر أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم، الذي يشمل زراعة 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط، واستعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة أي ما يمثل 5% من الهدف العالمي، الأمر الذي يحقق تخفيضاً بنسبة 5.2% من معدلات الكربون العالمية، بجانب تخفيض 60% من معدلات الانبعاثات الكربونية الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة، فضلاً عما ستحققه الجهود المشتركة من تخفيض في ذات الانبعاثات بنسبة تتجاوز 10% من المساهمات العالمية.
وفي هذا السياق عقدت المملكة اتفاقيات تعاون ثنائية ومتعددة الأطراف مع حلفائها الإستراتيجيين في إطار مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، واتفاقيات أخرى ذات صلة مع جهات دولية مثل منتدى الدول المنتجة بصافي انبعاثات صفرية.
وتتطلع المملكة عبر هذه المبادرة والمبادرات الأخرى ذات العلاقة، إلى الريادة العالمية في مجال المناخ، حيث تتمسَّك المملكة بالتزاماتها تجاه التصدي للتغيّر المناخي في الداخل والخارج، الأمر الذي يشكّل مصدر فخر وطني ويجسّد طموحاتنا في بناء مستقبل أفضل لحماية كوكب الأرض.