عندما يردد البريطانيون اغنية ام كلثوم .. تفيد بايه ياندم!!!!
عبدالله مصطفى
صحفي مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي
تفيد بايه ياندم ؟ هكذا قالت كوكب الشرق ام كلثوم في رائعة ” فات الميعاد ” وهي الاغنية التي تعبر بشكل كبير عن رأي غالبية البريطانيين الذين شاركوا في استطلاع للرأي ، جرى حول خروج بلادهم من عضوية الاتحاد الاوروبي .
ولو كان البريطانيون يعرفون جيدا اللغة العربية ويفهمون اغاني ام كلثوم لكانت الاغنية مسموعة الان في سياراتهم اثناء القيادة او موسيقى لرنين الهواتف ، لكي يظهروا مدى الندم الذي شعروا به عقب اتمام عملية الخروج ” بريكست” وذلك وفقا لما جاء في نتائج الاستطلاع والذي لم يكن الاول من نوعه، فقد احريت استطلاعات سابقة ، حتى قبل ان يكون الخروج واقعا فعليا ، وكانت نسب الاشخاص الذين يعبرون عن مواقف رافضة للخروج من عضوية الاتحاد تتزايد مع مرور الوقت، بل وسبق ان خرجت تظاهرات واحتجاجات عدة تطالب بوقف اجراءات ” بريكست “، ولكن التصميم على تنفيذ هذا الامر من جانب فعاليات اخرى بريطانية كانت له الكلمة العليا تحت شعار “الالتزام بتنفيذ رغبة البريطانيين الذي صوتوا من قبل لصالح الخروج من عضوية التكتل الاوروبي الموحد : . وتحت عبارة ” التصميم على الخروج ” نضع مليون خط لان قائمة من شارك في التصميم على الخروج كبيرة وقوية، داخليا وخارجيا ، وذلك من وجهة نظر العديد من المراقبين .
وبعد ان حصل البريطانيون على وعود باتفاقات تجارية واقتصادية كبيرة مع الولايات المتحدة واليابان وغيرها فوجئ المواطنون بالتوجه الى تشكيل تحالف عسكري مع الولايات المتحدة واستراليا في ظل خطوات جرت بشكل اسرع من خطوات التوصل الى تحالف اقتصادي او تجاري
وقد تحمل الايام او الاسابيع القادمة تغيرات كثيرة في هذا الصدد وهي امور سبق ان اشار اليها قادة في الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو واقرب الامثلة على ذلك انه خلال متابعتي للمؤتمر الصحفي للامين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في مقر الحلف ببروكسل خلال احدى اجتماعا الحلف ردد المسئول الاطلسي عبارة ” نحن في عالم متغير ,, وبشكل سريع ” مرات عديدة كما سمعت نفس العبارة من المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل ومن سبقه في هذا المنصب وهي السيدة فيدريكا موغيريني .
والان نحن نرى بداية التغيرات الكبرى تحدث، وربما ينتهي الامر باسقاط تحالفات قائمة بالفعل وتكوين تحالفات جديدة ، وذلك في ظل تكهنات بظهور قوى عالمية جديدة، تنافس الموجودة حاليا على الساحة العالمية .
ونعود الى الندم البريطاني ، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته YouGov أنه فقط 4% من البريطانيين يعتقدون أن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد سارت “بشكل جيد للغاية” منذ نهاية الفترة الانتقالية.وبحسب الاستطلاع الذي شارك فيه 6546 شخصا، والذي تمحور حول ما إذا كان أداء بريطانيا “جيدا أو سيئا” منذ 31 ديسمبر من العام الماضي، فقد قال 14% من المستجيبين أن الأمور سارت “بشكل جيد إلى حد ما”، وقال 21% إن آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم تكن إيجابية أو سلبية. من ناحية أخرى، اعتقد 21% ممن شملهم الاستطلاع أن فترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد سارت “بشكل سيء إلى حد ما”، بينما رأى 32% أنها كانت “سيئة للغاية” وفي وقت سابق وجه مواطنون بريطانيون تهما إلى الوزراء بانتهاك تعهدهم بتأمين حقوق آلاف المواطنين الذين استقروا في الاتحاد الأوروبي وتزوجوا من أجانب، إثر خروج بريطانيا من الاتحاد.
ووجه نشطاء في منظمة “بريطانيا في أوروبا BiE”، رسالة إلى وزيرة الخارجية ويندي مورتون ووزير الهجرة كيفين فوستر، أعربوا فيها عن “الحزن والضيق اللذين عاناهما المواطنون البريطانيون الذين يواجهون مشاكل مع وزارة الداخلية بشأن حقوقهم في العودة إلى المملكة المتحدة”. فقبل خروج بريطانيا من الاتحاد، كان جميع مواطني الاتحاد – بما في ذلك البريطانيين – يتمتعون بحرية الانتقال من دولة عضو إلى أخرى مع أفراد الأسرة، بغض النظر عن البلد الذي ينتمون إليه. ولكن بعد اتفاق “بريكست”، أصبح يتعين على أزواج المواطنين البريطانيين من غير البريطانيين، التقدم بطلب للحصول على “تسوية أوضاع” قبل 29 مارس من العام المقبل. ومع ذلك، فهم مؤهلون فقط إذا حصلوا على تصريح عائلي جديد من وزارة الداخلية.ودعت BiE الحكومة إلى تمديد الموعد النهائي لتقديم الطلبات إلى ما بعد 29 مارس 2022 بسبب “التأخير في منح البريطانيين الفرصة لممارسة حقوقهم”.بدورها، قالت وزارة الداخلية: “يجب على المواطنين البريطانيين العائدين إلى المملكة المتحدة مع أفراد عائلاتهم من الاتحاد الأوروبي التقدم بطلب للحصول على تصريح عائلي لخطة تسوية الاتحاد الأوروبي”، مبينة أنه يتم النظر في كل حالة في أسرع وقت ممكن وعلى أساس مزاياها الفردية”.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، أنهى الحق التلقائي لمواطني التكتل في الاستقرار في المملكة المتحدة، وحق البريطانيين في العيش في دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة. واضبح اعتبارا من مطلع اكتوبر 2021 الزاما على الاوروبيين استخدام جواز السفر عند الذهاب الى بريطانيا والمعاملة بالمثل للبريطانيين ولكن في ظل استثناءات محدودة ومنها لاسباب تتعلق بمن يعمل على المناطق الحدودية او التجمعات العائلية وامور اخرى . واصبح الناس يترحمون على ايام حرية الحركة والتنقل بالبطاقة الشخصية فقط.