رأى

مصر.. ومحو الأمية

استمع الي المقالة

بقلم: أميرة عبدالحكيم

رغم كل الجهود المضنية التي حققتها الدولة المصرية من نجاحات مشهودة في مختلف المجالات والقطاعات الحياتية لا تزال قضية محو الأمية واحدة من التحديات التي تستوجب تضافر الجهود وتكاملها وصولا إلى تحقيق التنمية المستدامة. مناسبة هذا الموضوع جاءت من امرين يحملان دلالتين مختلفتين: الأول، أن العالم احتفل في الثامن من هذا الشهر (سبتمبر) باليوم الدولى لمحو الامية، وهو احتفال جاء مختلفا عن الأعوام السابقة نظرا لتفشى جائحة كوفيد 19 والتي تركت تأثيراتها السلبية على المسيرة التعليمية لمختلف الفئات العمرية على نحو غير مسبوق عالميا كما ذكرت ذلك الأمم المتحدة في بيانها بشأن الاحتفال بهذا اليوم، إذ اشارت إلى أن برامج محو الامية للأطفال والشباب والكبار قد تأثرت بشكل كبير، حيث تفاقمت أوجه عدم المساواة في الانتفاع بفرص بناءة لتعلم القراءة والكتابة، الأمر الذي أثر على نحو غير متناسب في 773 مليون شخص من الشباب والكبار غير الملمين بمهارات القراءة والكتابة. وكان محو الأمية للشباب والكبار غائباً عن خطط الاستجابة الوطنية للأزمة التي دفعت العديد من برامج محو الأمية الأخرى إلى تجميد نشاطها المعتاد، وهذه النتيجة التي خلصت إليها المنظمة الدولية سلطت الضوء من جديد على مدى الأهمية التي يجب ان توليها مختلف دول العالم وخاصة النامى إلى قضية محو الامية. اما الامر الثانى، الخبر الذى نشره الاعلام المصرى عن حصول الباحثة ليلى صالح لدرجة الدكتوراه فى الآثار بعد دراستها بفصول محو الأمية، إذ اعطى هذا الخبر دفعة قوية للجميع بأن التعليم رغم الصعوبات التي قد تواجه البعض وخاصة الفتيات، يجب ألا تكون معوقا لطموحاتهن بل دافعة للإصرار على استكمال الطريق. ولذا فكل التحية للباحثة على جهودها وللاعلام على ابراز نجاحها، شريطة ان تظل هذه القصة المهمة نموذجا ملهما للجميع، واطالب الدولة بتكريمها ضمن المكرمين في عيد العلم، نظرا لإصرارها ونجاحها في استكمال طريق تفوقها وتقدمها العلمى.

نهاية القول إن بناء الأمم وتقدمها لا يمكن ان يتحقق إلا إذا نجحت في محو امية شعبها ومواطنيها، فالعلم هو الركيزة الأساسية في تمكين المواطن وخلق الوعى لديه بحجم التحديات من ناحية وبكيفية مواجهتها من ناحية أخرى. ولذا يجب ان تتضاعف وتتكامل الجهود الرسمية وغير الرسمية لمواجهة اكثر التحديات والمعوقات لنجاح الدولة، وهى قضية الامية التي تفرز مزيد من الفقر والجهل والتطرف والإرهاب، وتأتى مبادرة حياة كريمة بمحو أمية مليون مواطن كمبادرة رائدة في هذا المجال، وصولا إلى تحقيق هدف رؤية مصر 2030 المعنون بمصر خالية من الامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى