أشرف أبو عريف
* المملكة قدمت 86 مليار دولار مساعدات إنسانية استفادت منها 81 دولة حول العالم خلال ثلاثة عقود
المكتب الإعلامي للسفارة السعودية بالقاهرة- الأربعاء 15 سبتمبر 2021م
منذ تأسيس الدولة السعودية وعبر تاريخها، وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-، لم يجف نهر العطاء ومد جسور الدعم والمساندة والإغاثة للمحتاجين حول العالم، لتكون الأرقام خير دليل وشاهد على الأيادي البيضاء الممتدة للمملكة في دعم الأشقاء من الدول العربية والإسلامية والأصدقاء والمنكوبين من دول العالم، وذلك عبر برامج احترافية تخضع لمعايير فنية مُحكمة، إذ بلغ قيمة ما قدمته المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من 86 مليار دولار كمساعدات إنسانية استفادت منها 81 دولة.
وتتجسد تلك الصورة بجلاء في اليمن .. حيث تُعد المملكة العربية السعودية أكبر داعم للعمل الإنساني هناك بحجم مساعدات تجاوزت 17.5 مليار دولار أمريكي منها 3.9 مليارات دولار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث تجاوزت المشاريع الإنسانية عبر المركز 1.727 مشروعا في 70 دولة بقيمة تجاوزت 5.4 مليار دولار أمريكي بلغ نصيب اليمن منها 618 مشروعا، (منجزة- وقيد التنفيذ)، بتكلفة تقترب من أربعة مليارات دولار، وذلك بالتنسيق مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، الذي يستمر أيضًا في تنفيذ أكثر من 198 مشروعًا ومبادرة تنموية في قطاعات الصحة والبيئة والتعليم والزراعة والطاقة والطرق والموانيء والكهرباء والمياه، يستفد منها أكثر من ستة ملايين مواطن يمني.
وعلى مدار عامين متتالين، نظمت المملكة بالتعاون مع الأمم المتحدة مؤتمرين للمانحين الدوليين والمنظمات الإغاثية في اليمن، الأول في يونيو 2020، والثاني في مارس 2021، ساهمت خلالهما المملكة بتقديم مبلغ 930 مليون دولار، لتمويل خطة الإستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لدعم اليمن.
كما بادرت المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة بإنشاء عدد من البرامج لمواجهة العديد من التحديات باليمن، ومنها البرنامج السعودي لنزع الألغام (مسام) الذي نجح حتى الآن في انتزاع 272,770 لغما من الأراضي اليمنية.
واستشعارًا للمسؤولية وأهمية إجراء التدخل الإنساني لدعم المصابين بحالات البتر، بادر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى دعم وتمويل مراكز الأطراف الصناعية، والتي تقدم خدماتها بالمجان للمصابين من عمليات البتر، حيث تسببت الألغام العشوائية التي زرعتها المليشيات الحوثية في عبث ودمار امتد إلى التأثير والمساس بحياة وأرواح المواطنين اليمنين الأبرياء، واستفاد نحو 26,088 مواطن يمني من مشاريع مراكز الأطرف الصناعية حتى الآن.
وفي ملف اللاجئين، بذلت المملكة جهودا كبيرة لإيواء أكثر من 561 ألفا من اللاجئين اليمنيين، وحرصت على تمكينهم من فرص العمل وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية لهم بالمجان، أو من خلال تقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية في الدول الأخرى .. وحول مكافحة تجنيد الأطفال في اليمن، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة عام 2017م مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن، وذلك من خلال إدماجهــم بالمجتمع وإلحاقهم بالمدارس ومتابعتهــم، إضافــة إلــى تأهيلهــم نفســيا واجتماعيــاً وإعــداد دورات بهــذا الخصوص لهــم ولأسرهم، ليمارســوا حياتهــم الطبيعيــة كأطفــال ، حيث استفاد منه حتى الآن 530 طفلًا، وأكثر من 60 ألف مستفيد من أولياء أمور الأطفال.
وتعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول استقبالاً للاجئين داخل المملكة، وتتيح لهم فرصة العلاج والتعليم مجاناً، وتحرص على اندماجهم في المجتمع وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص العمل والتعليم في المدارس العامة وبلغت نسبة اللاجئين داخل المملكة العربية السعودية 5.5% من إجمالي عدد السكان وبلغت إجمالي المساعدات المقدمة لهم نحو 15,9 دولار حتى الآن.
ويتجلى دور المملكة الإنساني والإغاثي بوضوح في مجال الأمن الغذائي بالعالم وفي مناطق الصراع بشكل خاص، إذ قامت المملكة بتنفيذ العديد من المشاريع في قطاع الأمن الغذائي في سوريا، وكان للمملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدور الكبير والفعال في تقديم المساعدات الغذائية لصالح السوريين في الداخل السوري وفي دول اللجوء في الأردن ولبنان بحسب الاحتياج الإنساني والمناطق المتضررة، حيث بلغ عدد المشاريع المقدمه 75 مشروعاً بلغت تكلفتها التقريبيه 152 مليون دولار.. وفي أفغانستان كان للمملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دور فعال في تقديم المساعدات الغذائية لصالح النازحين الأفغان بعدد 16 مشروعاً بتكلفه تقريبية 11 مليون دولار.. وفي الصومال يلقي العنف المتزايد والصراع وكذلك حالات الكوارث الطبيعية مثل الجفاف بظلاله على حالة انعدام الأمن الغذائي والتغذية، حيث أسهمت المملكة من خلال مشاريعها التي نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في قطاع الأمن الغذائي في التخفيف من حدة انعدام الغذاء وسوء التغذية في الصومال بعدد 53 مشروعاً بتكلفه تقريبية تقدر بـ 95 مليون دولار.. وفي جمهورية جنوب السودان نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي (WFP) ثلاثة مشاريع في قطاع الأمن الغذائي بتكلفة تقريبية تقدر بـ 370 ألف دولار، كما قدم مساعداته الغذائية في نيجيريا وفي المناطق الشمالية الشرقية منها ودول الساحل الأفريقية.
ويستمر الدور الريادي للمملكة في دفع عجلة التنمية في دول القارة الأفريقية، حيث قدم صندوق الاستثمارات العامة في المملكة عدد من المشروعات والأنشطة في قطاعات الطاقة والتعدين والاتصالات والأغذية وغيرها بإجمالي؛ 15 مليار ريال سعودي، ويعتزم صندوق الاستثمارات العامة استكمال الجهود في البحث عن فرص الاستثمار في القارة الأفريقية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في دول وقطاعات أخرى. كما إن الصندوق السعودي للتنمية يعمل بشكل فعال في أفريقيا منذ أربعة عقود، قدم خلالها قروضاً ومنحاً عددها 580 لأكثر من خمسة وأربعين دولة أفريقية، بقيمة تتجاوز 50 مليار ريال، أي ما يقارب 13.5 مليار دولار. كما أعلن الصندوق عن مبادرة بـ 200 مليون يورو أي ما يقارب مليار ريال سعودي لتطوير دول الساحل بالمشاركة مع وكالة التنمية الفرنسية، ولدى المملكة العربية السعودية مشروعات وقروض ومنح مستقبلية سينفذها الصندوق السعودي للتنمية في الدول النامية بأفريقيا تتجاوز قيمتها 3 مليارات ريال سعودي أي ما يقارب مليار دولار خلال العام الحالي.
واليوم، ومن منطلق ضرورة تعزيز وتوحيد الجهود الدولية إزاء التصدي لفيروس كورونا، ومن أجل السعي المستمر لتنمية مجتمعية مستدامة، قدمت المملكة عدة مساعدات إنسانية، حيث تعهدت بالإسهام بمبلغ 500 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة الدولية لمكافحة كورونا، كما شملت إسهاماتها 150 مليون دولار لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي (CEPI) و150 مليون دولار للتحالف العالمي للتطعيم والتحصين (Gavi) و 200 مليون دولار للمنظمات والبرامج الصحية الدولية والإقليمية الأخرى.. كما استطاعت المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين المساعدة في تحصيل مبلغ 8 مليار دولار لمكافحة كورونا.