سلايدر

٢٧ يوليو .. يوم الحزن في السينما المصرية

استمع الي المقالة

عصام التيجي يكتب

          السينما ترتدي الرداءَ الأسود .

     __________________________

في تاريخ السينما المصرية نجوم حفروا أسماءهم على جدرانها وتربعوا داخلَ قلوبِ محبيهم وعشاقِ فنهم بل وارتبطت أسماؤهم بتيماتٍ سينمائيةٍ شكلت ملامحهم وانطبعت في ذاكرةِ ووجدانِ جماهيرهم .

 والأسماء هنا كثيرة ومتعددة نذكر منها ثلاثة نجوم بوفاتهم في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من يوليو مع اختلاف سنوات رحيلهم خيم الحزن على الفن السابع وصناعه وجمهوره بعد أن صنعوا إرثا فنياً سيظل باقياً في ذاكرةِ السينما طيلةَ عمرِ الزمان .

** دنجوان السينما المصرية الفنان الكبير رشدي أباظة الذي رحل عن عالمنا في السابع والعشرين من شهر يوليو عام ١٩٨٠ م عن عمر ناهز أربعةً وخمسينَ عاماً .

** وحش الشاشة الفضية الفنان القدير فريد شوقي الذي رحل أيضا عن عالمنا في نفس اليوم عام ١٩٩٨ م عن عمر ناهز ثمانيةً وسبعينَ عاما

** المخرج العالمي يوسف شاهين صاحب الأعمال المثيرة للجدل الذي توفي في السابع والعشرين من شهر يوليو عام ٢٠٠٨ عن عمر ناهز اثنين وثمانينَ عاماً

     // إنه يوم الحزن في السينما المصرية // .

           ************************

     الدنجوان ونهاية أسطورة فتى الأحلام .

 __________________________________

ما بين الأصولِ المصريةِ والشركسيةِ تشكلت ملامحه الوسيمة وراحت تبحثُ عنه الفتيات في فتى أحلامهن. بل صار هو فتى أحلامِ كل فتيات عصره وكل العصور من بعده .

 إنه دنجوان السينما المصرية الفنان الكبير رشدي أباظة الذي ارتبط اسمه بهذه التيمة جيلاً بعد جيل ولم ينافسه أحد عليها حتى الآن .

رشدي سعيد حسن بغدادي أباظة ولد في الثالث من أغسطس عام ١٩٢٦ م والمعروف عنه عشقه للألعاب الرياضية المختلفة التي حولت مسار حياته وأحلام والده أن يكون طياراً إلى مسار آخر وهو التمثيل الذي لم يفكر فيه يوماً على الإطلاق .

 شاهده المخرج الكبير كمال بركات في إحدي صالات البلياردو ووقعت عيناه عليه مكتشفاً فيه نجماً سينمائياً بملامحه الوسيمةِ وبدنهِ الرياضي وحضورهِ القوي وجاذبيتهِ الملفتة فعرض عليه المشاركة في فيلم ” المليونيرة الصغيرة ” عام ١٩٤٨ م أمام سيدة الشاشة العربية ” فاتن حمامة ” وهنا كانت بداية القطيعة الكبيرة التي دامت لسنوات طويلة مع والده وعائلته العريقة التي كانت تعتبر دخول أبنائها مجال التمثيل لايليق باسمها .

في عام ١٩٥٠ م سافر رشدي أباظة إلى إيطاليا موطن والدته وقدم بعض الأدوار في السينما الإيطالية ساعده علي ذلك إجادته خمس لغات غير المصرية وهى الإيطالية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية والألمانية .

حيث اشترك كدوبلير للنجم العالمي روبرت تايلور في فيلم ” وادي الملوك ” وشارك في فيلم ” الوصايا العشر ” للمخرج العالمي سيسيل ديميل .

وبعد ستة أشهر عاد الدنجوان إلى مصر وقدم أدوارًا مساندةً في مجموعةٍ من الأفلام مثل

” دليلة .. ورد قلبي .. وموعدغرام .. وجعلوني مجرماً .. والشياطين الثلاثة “

لكن ما وضعه علي الطريق الصحيح في السينما المصرية بطولته في فيلم “امرأة علي الطريق” ومنها انطلق إلى الأدوار التي جعلت منه دنجوان السينما المصرية .

كان رشدي أباظة حريصاً على تنوع أدواره والخروج بين الحين والآخر من عباءة الدنجوان فقدم أفلاماً لا تعتمد على وسامته بقدر ما تعتمد على تجسيده البارع للشخصية التي يقدمها مثل ” صراع في النيل .. وتمر حنة .. والرجل الثاني .. وامرأة علي الطريق .. ورجل وامرأة ” وغيرها من الأفلام التي حصدت جماهيريةً كبيرةً للفنان الراحل .

قدم رشدي أباظة أكثر من ١٥٠ فيلماً أدرجت معظمها ضمن قائمة أفضل مائة فيلمٍ في تاريخ السينما المصرية

نذكر منها أفلام ..” غروب وشروق .. والزوجة ١٣ .. وصراع في النيل .. ورد قلبي .. وفي بيتنا رجل “

تزوج الدنجوان خمس مرات .

* الأولى من الفنانة والراقصة الشهيرة تحية كاريوكا عام ١٩٥٢ م واستمر زواجهما ثلاث سنوات

* والثانية من بربارا الأمريكية التي انجب منها طفلته الوحيدة ” قسمت ” وانفصلا عام ١٩٥٩ م بعد زواج دام أربع سنوات .

* أما الزيجة الثالثة للفنان رشدي أباظة فكانت من الفنانة والراقصة المصرية سامية جمال عام ١٩٦٢ م .

حيث بدأت نظرات الحب بينهما واشتعلت شرارته في كواليس فيلم ” الرجل الثاني ” . وبعد إتمام الزواج أصبحت بينهما لغة خاصة في التعبير عن الحب فكانت تضع في غرفة مكتبه خمس وردات كل وردة تحمل اسم لتكوّن جملة ” سامية تحب رشدي كثيراً جداً ” وعندما تغضب منه تضع ثلاث وردات فقط لتكون الجملة ” سامية تحب رشدي ” .

وعندما تزوج رشدي من الفنانة صباح لمدة قصيرة علمت سامية وطلبت منه الطلاق فحاول مصالحتها بشتى الطرق لكنه فشل بعد زواج دام 18 عاماً وانتهى عام ١٩٧٧ م

* وفي زواجه الرابع من المطربة والفنانة اللبنانية ” صباح ” قصة غريبة ومثيرة حيث التقيا في لبنان وطلبها للزواج واتصل بشقيقته ” منيرة ” التي كانت تقيم وقتها في مدينة صيدا اللبنانية وطلب منها إحضار مأذون وشهود لإتمام الزواج وسافر العروسان إلى صيدا واتما الزواج وفي اليوم التالي اتصل رشدي أباظة بشقيقته وأخبرها أنه انفصل عن صباح مغادراً إلى القاهرة .

 هذا ” على لسان شقيقته منيره ” عندما سُألت عن خيانة صباح لرشدي أباظة نافيةً ذلك عن زواج دام لساعاتٍ قليلة .

 في الوقت الذي أكدت فيه الفنانة صباح ” على لسانها أيضاً ” حدوث الخيانة رغم حبها له .

وعن سبب الطلاق الذي دام لأسبوعين تقريبا

” على حد قولها ” أنه كان شديد الغيرة ولا يحب حياتها الاجتماعية المنفتحة وسهرها ما سبب الكثير من المشاكل بينهما إضافةً إلى كثرة شربه للكحول الذي يجعله دائمَ الغياب عن الوعي .

*أما الزيجة الخامسة والأخيرة للدنجوان فكانت من ابنة عمه التي تزوجها عام ١٩٧٩ م قبل وفاته بعام ونصف تقريبا

 لكن تبقى قصته مع الفنانة ” كاميليا ” في بداية حياته السينمائية نموذجاً للحب العذري الذي نافسه على حبها الملك فاروق حيث هدده بالقتل في حال الاستمرار معها . لكن بوفاتها محترقة في الطائرة التي سقطت بها وهي في طريقها لرحلتها العلاجيه أنهت قصة الحب والصراع بين الدنجوان والملك .

أصيب الفنان الشهير رشدي اباظة بسرطان الدماغ قبل فترة وجيزة من وفاته ما تسبب في انهاكه وتركه للبدلة الرسمية التي كان يحرص على الظهور بها واستبدالها بالجلباب المصري والطاقية متجهاً للاعتكاف بالمنزل احياناً وقراءة القرآن والدعاء لكنه لم يترك عشقه للتمثيل فكان أخر أعماله فيلم ” سأعود بلا دموع ” الذي أنهى تصويره قبل وفاته ثم اشترك بعده في فيلم ” الأقوياء ” لكن استرد الله وديعته قبل إنهاء مشاهده ليستكملها الفنان صلاح نظمي من زوايا اختارها مخرج العمل أشرف فهمي .

دخل الدنجوان رشدي اباظة في غيبوبة لمدة عشرة أيام حتى رحل عن دنيانا يوم الأحد السابع والعشرين من شهر يوليو عام ١٩٨٠ م ليوارى جثمانه الثرى في قبره الذي شيده على نفقته الخاصة بنزلة السمان بعيدًا عن مقابر الأسرة الأباظية ولكن ” على حد قول شقيقته منيرة أباظة ” قامت والدته الإيطالية بنقل جثمانه إلى مقبرة أخرى شيدتها له خصيصا وبنت بجوارها مسجداً .

           *******************

       ملك الترسو أحب الألقاب إلى قلبه .

   _______________________________

لنحو نصفِ قرنٍ من الزمان استطاع أن يكتسب شعبيةً كبيرةً بين أوساط البسطاء الذين لقبوه ب ” الملك ” و ” وحش الشاشة ” و ” ملك الترسو ” فكان دوماً يدافع عن محبيه وجماهيره ويعالج قضاياهم وهمومهم في أعماله الفنية .

كان تاريخه حافلاً بالأمجاد في كل مرحلة من مراحل حياته السينمائية بل إن بعض أفلامه كانت لها ردة فعل وتأثير قوي على تغيير بعض القوانين مثل فيلم ” جعلوني مجرماً ” الذي كان سبباً في صدورِ قرارٍ جديد يغفر للمتهم السابقة الأولى ويتيح له فرصة جديدة تبعده عن طريق الشر .

إنه شرير السينما المصرية ، وبطلها المدافع عن الحق ، وأبو البنات ، الفنان الكبير فريد شوقي الذي ولد في الثلاثين من يوليو عام ١٩٢٠ م .

كانت بدايته السينمائية عام ١٩٤٦ م مع الفنان والمخرج الكبير ” يوسف بك وهبي ” الذي قدمه للجمهور في فيلم ” ملاك الرحمة ” . وفي عام ١٩٤٧ م قدم فيلم ” ملائكة في جهنم ” من إخراج حسن الإمام . لتتوالى أعماله الفنية بعد ذلك .

تميز فريد شوقي في تقديم أعمال الشر . ساعده في ذلك قدرته على رفع الحاجب وتجهم الوجه فقدم خلال فترة الأربعينيات

” قلبي دليلي .. واللعب بالنار .. والقاتل .. وغزل البنات ” كلها أفلام لعب فيها دور الشرير ببراعة تامة .

لكن سرعان ما غير جلده في فترة الخمسينيات وأصبح البطل الذي يدافع عن الحق والخير في مواجهة الأشرار وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم ” جعلوني مجرماُ ” عام ١٩٥٤ م أمام الفنانة هدي سلطان ومن إخراج عاطف سالم .

خمسونَ عاماً من الحياةِ المهنيةِ في السينما والمسرح والتليفزيون كان وحش الشاشة ممثلاً بارعاً ومنتجاً فريداً وكاتباً للسيناريو والحوار لأكثر من ٤٠٠ عمل فني نال خلالهم ثقة وحب المخرجين والفنانين والجمهور فقدم ” رصيف نمره ٥ .. والفتوة .. وكهرمان .. وعنتر بن شداد .. وسوق السلاح .. وبطل للنهاية ” .

 واستمر فريد شوقي بطلاً حتي مرحلة الكبر فقدم افلاماً كان نجمها الأول . ومنها ” سعد اليتيم .. والشيطان يعظ .. وقلب الليل .. وحتى لا تطفأ الشمس ” .

كما قدم للتليفزيون مسلسلات من بطولته وتأليفه مثل ” البخيل وأنا .. صابر يا عم صابر .. وقضية عم أحمد ” وغيرها من الأعمال الدرامية التي صنعت تاريخاً للتليفزيون المصري . هذا بالإضافة إلى المسرح الذي قدم على خشبته مسرحيته الشهيرة شارع محمد علي أمام الجميلة ” شريهان ” .

 تزوج فريد شوقي خمس مرات وأنجب خمس بنات من ثلاث زيجات .

* ابنته ” منى ” من الفنانة الناشئة زينب عبدالهادي .

* و “ناهد” و”مها” من الفنانة هدى سلطان .

 * أما “رانيا” و”عبير” فمن آخر زوجاته سهير ترك .

عانى فريد شوقي من التهاب رئوي حاد دام لعامين نتيحة لكثرة عدد السجائر التي كان يدخنها قبل رحلته مع المرض إلى أن فاضت روحه وسكن بجوار ربه يوم الاثنين السابع والعشرين من يوليو عام ١٩٩٨ م عن ناهز ثمانيةً وسبعين عاماً .

         ***********************

      الحدوتة المصرية التي أثارت الجدل .

________________________________

وصفه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بأنه مُفكر صاحب استقلاليّة وأكبر مدافع عن الحريات وتزاوج الثقافات .

تعد أفلامه بالنسبةِ لقطاعِ عريض من الجمهور بمثابةِ لغزٍ معقد من الصعب إدراكه . وبالنسبة للكثير على الصعيد الآخر بمنزلةِ كنزٍ ثمين لأهم روائع تاريخ السينما المصرية .

هو المخرج العالمي الأكثر إثارة للجدل يوسف شاهين الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم الأحد السابع والعشرين من شهر يوليو عام ٢٠٠٨ م تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً لايزال يثير دوائر واسعةً من التساؤلات والدهشة حول كل هذا القدر من الإبداع المتجدد والنبوءات التي تحملها أعماله وتحققت على أرض الواقع بعد أعوام من رحيله .

يوسف شاهين المولود بالإسكندرية عام ١٩٢٦ م ومن أصول لبنانية درس صناعة السينما والفنون المسرحية في معهد باساديا للإخراج السينمائي والمسرحي بالولايات المتحدة الأمريكية . وقدم أول تجربته السينمائية في مجال الإخراج والتأليف عام ١٩٥٠ م من خلال فيلم ” بابا أمين ” بطولة الفنان القدير حسين رياض .

وانقسمت مسيرة شاهين الفنية إلى مراحل عدة بداية من فترة الخمسينيات التي شهدت إخراجه أفلاماً تتناول روايات بسيطة تحتوي على مقدمة ووسط ونهاية لكن طوعها لرؤيته الإخراجية الممتلئة بالإثارة والحيوية مثل فيلم ” المهرج الكبير ” يليها أفلام لا يمحوها الزمان مثل .. ” ابن النيل .. و صراع في الوادي .. و صراع في الميناء .. و أنت حبيبي ” .

لكن نقطة التحول التي يجب الوقوف أمامها بعين التقدير فيلمه ” باب الحديد ” الذي يعد مرحلةً جديدةً بكل المقاييس لشاهين . حيث تم طرحه كأول فيلم عربي للتأهيل لجائزة

 ” الأوسكار ” وتم تصنيفه في المركز الرابع ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية طبقاً لاستفتاء النقاد .

وباب الحديد كشف لنا عن الوجه الآخر لشاهين ” الممثل ” ذي الطراز الأول فقد أبدع بلغة عينيه وحركات جسده في تصوير شغفه بحبه لهنومه ” هند رستم ” وقد كان مقرراً أن يحصل شاهين على جائزة ” أفضل ممثل ” من مهرجان برلين السينمائي الدولي عن دوره في هذا الفيلم الذي يعدُ نموذجاً حياً ومتطوراً للواقعيةِ الجديدةِ في السينما .

بعد ذلك دخل يوسف شاهين مرحلة مهمة في حياته السينمائية وهي التأريخ لفترات النضال والدفاع عن القومية العربية والتحرر . فأخرج فيلم “جميلة” الذي ناقش قصة المناضلة الجزائرية ” جميلة بو حيرد ” وهو العمل الذي تسبب في تغييرِ عددٍ من مفاهيمه وأفكاره .

وقد أحدث الفيلم حين عرضه بأفغانستان ضجةً كبيرةً حينما خرج الجمهور من السينما وتوجهوا لحرق السفارة الفرنسية تضامناً مع القضية الجزائرية .

وجاء فيلم ” الناصر صلاح الدين ” من دافعٍ شخصيٍ لتقديم ملحمة تاريخية شبيهه بملاحم هوليوود . فالفيلم يعيد تقديم التاريخ وعينه على الحاضر ومثٌلَ تعبيراً عن السينما في وقت دار فيه خطاب التحرر الوطني حول تقرير المصير .

كما عكس فيلم ” الناس والنيل ” نقطة تحولٍ أخرى في مسيرة شاهين حيث عكس رؤيته للمشروع القومي ” السد العالي ” برسمه صورةٍ غير متجانسةٍ للمجتمع المصري . وقدم صورة بديلة للأمة تجاوزت الرؤية الرسمية للوحدة الوطنية . فأظهر خاصيتي التنوع والوحدة معاً .

أما فيلم ” الأرض ” فعاد فيه شاهين إلى اهتمامه القديم قبل ثورة يوليو بقضايا الفلاحين .

يبقي لنا المرحلة المثيرة للجد في حياة يوسف شاهين السينمائية عندما قدم سيرته الذاتية في رباعيةِ أفلامه التي أخرجها وشارك في كتابة السيناريو الحوار لها وهي ” إسكندرية ليه ؟ ” .. ” وإسكندرية كمان وكمان ” ..” وإسكندرية _ نيويورك ” .. ” وحدوتة مصرية ” وهنا رسم شاهين لوحةً فنيةً بديعةً عبرت عن أسلوبه ورؤيته الخاصة في تناول العرض والتعبير بلغة الفن التشكيلي الصادم المثير للتساؤل حول ماهية سينما يوسف شاهين؟ التي أراد من خلالها طرح قضية التعايش والتسامح من منظور حوار الحضارات وعالمية الثقافة . الي أن وصل لمرحلة تقديم أنواع متعددة منها في أفلامه الأخيرة ” الأختيار .. وسكوت هنصور .. والمصير ” وفيلم ” هي فوضى ” الذي تنبأ فيه بحدوث الثورة المصرية .

عشنا لفترة من الوقت مع نجومٍ تركوا بصماتهم الإبداعية على جدرانِ الفن السابع وتصدرت أعمالهم السينمائية قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية التي عاشت وتعيش بهم ذكرياتها وتحفظها إرثاً لها في ذاكرتها .

” الدنجوان ” و ” الملك ” و ” الأستاذ ” فرسان السينما المصريه ومثلث الإبداع الذي لن ينطفأ نوره أبداً . مهما مر عليهم الزمان أو غطى أجسادهم التراب .

تقاسموا معاً رحلةَ الكفاحِ والنجاح وقدموا أعمالًا فنيةً كانوا أبطالها فصنعوا مجداً يحكى وتتحاكى عنه الأجيال .

رحمةُ اللهِ عليهم في ذكرى رحيلهم . فالقدر أراد أن يجمعهم في يومٍ واحدٍ اختاره الله لهم ان يرحلوا فيه مع اختلاف سنوات الرحيل . ليبقى السابع والعشرون من يوليو ” يوم الرداء الأسود في السينما المصرية ” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى