افريقيا والدواء.. دور مصري رائد
أميرة عبدالحكيم
مثّل انضمام مصر إلى اتفاقية AMA لإنشاء وكالة الدواء الافريقية التي بدأ العمل عليها خلال رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى للاتحاد الإفريقى عام 2019، خطوة مهمة في سبيل تأكيد دورها المحورى في القارة الافريقية ليشمل بعدا مهما يزداد أهمية مع تفشى جائحة كوفيد 19 التي أكدت أهمية التعاون الدولى والاقليمى في مواجهة التحديات الوبائية، إذ تهدف هذه الاتفاقية إلى توطين التصنيع المحلى للأدوية واللقاحات بدول القارة الافريقية، وذلك من خلال العمل على توحيد القوانين والتشريعات الخاصة بتداول وتسجيل وتسعير الأدوية بين الدول الأفريقية، بالإضافة إلى تشجيع الحكومات في الدول الأفريقية على زيادة الاستثمار في مجال تصنيع الدواء، فقد أظهرت الجائحة وتداعياتها مدى أهمية امتلاك الدول للقدرات التصنيعية في مجال الأدوية واللقاحات حفاظا على شعوبها.
وغنى عن القول إن التجربة المصرية في مجال صناعة الدواء تظل تجربة فريدة في المنطقة العربية والقارة الافريقية، إذ ان تزايد الطلب على الدواء المصرى يعنى الجودة والسعر المناسب، وهو ما يتطلب زيادة الدعم المقدم إلى صناعة الادوية سواء من خلال توجيه الاستثمارات المحلية او جذب الاستثمارات الأجنبية، وهذا ما ادركه الرئيس عبد الفتاح السيسى حينما اتجه إلى بناء مدينة الدواء والتي تم افتتاحها مؤخرا على مساحة قُدرت بحوالي 180 ألف متر، متخصصة فى تصنيع وإنتاج الأدوية واللقاحات والأمصال ليس فقط للسوق المصرى وإنما يمكن ان تفتح مجالا للتصدير إلى اشقائنا في القارة الافريقية، بل مما يلفت الانتباه أن هذه المبادرة المصرية يمكن ان تستفيد منها دول القارة في انشاء مثل هذه المناطق او المدن المتخصصة التي تلبى احتياجات السوق المحلى مع توجيه جزء من انتاجها إلى التصدير بما يحقق الجدوى الاقتصادية من وراء مثل هذه المبادرات الإنتاجية التي توفر العملات الصعبة من ناحية، وتفتح مجالا لايجاد فرص عمل للشباب من ناحية أخرى.
نهاية القول إن الرؤية المصرية في تعميق علاقتها مع قارتها الافريقية إنما يؤكد على عودة القارة إلى مكانتها ضمن دوائر السياسة الخارجية المصرية التي ادركت ان التلاحم مع الجوار الجغرافى فريضة اللحظة ومتطلباتها، فثمة استحقاقات على مصر تجاه اشقاءها الأفارقة، كما ان هناك استحقاقات على الاشقاء الأفارقة تجاه مصر، وهذه هي الرؤية التكاملية في مسيرة العلاقات الدولية التي تحقق الامن والاستقرار وتنهض بالشعوب وتحقق طموحاتها وغاياتها في غد مشرق يمكنها من مواجهة التطرف والإرهاب والحروب والنزاعات.