رأى

الاعلام المقاوم والقرصنة الاميركية

استمع الي المقالة

بقلم – حميد حلمي البغدادي

قامت السلطات الاميركية بحجب الصفحات الالكترونية التابعة لقنوات العالم والكوثر و(بريس تي في) الايرانية الى جانبها قنوات المسيرة اليمنية واللؤلؤة البحرينية والنبأ السعودية وقناة فلسطين اليوم اضافة الى قناة الهدهد للاطفال.
وظهرت على تلك المواقع جملة “تمّ الاستيلاء على الموقع” مرفقة بشعاري وزارتي العدل والتجارة الأميركيتين في خطوة تنم عن حجم الاستهتار الاستكباري بالرأي العام الاسلامي الذي يعتنق النهج المقاوم ويدعم صوت الحق وهو يصدح فاضحا الانظمة العميلة وممارستها القمعية.
والقنوات المحظورة قنوات رسمية وشعبية معروفة بتوجهاتها الرسالية وهي تفصح عن ارائها ومواقفها وطموحاتها وآمالها انطلاقا من القوانين الدولية التي تكفل الحريات الفكرية والثقافية والاعلامية لجميع الشعوب المتطلعة الى حقوقها في الحياة الكريمة والمساواة والعدالة والاستقلال والسيادة.
ولو جاز لنا اطلاق تسمية تصف هذا الاجراء فإن افضل صفة هي انها قرصنة اميركية سجلت بها واشنطن
صفحة ارهابية جديدة تضاف الى سجلها الاسود في مضمار ارتكاب الجرائم اللا انسانية ومحاربة الحريات وتصفية الحسابات مع خصوصيات الآخرين.
القنوات المحجوبة تمثل حكومات وشعوبا عريقة ذات سيادة ولها جمهور كبير جدا على مستوى الامة الاسلامية
وهي تقدم أمثلة مضيئة وواضحة عن مكاسب محور قوى المقاومة وتعرض حقائق خطيرة عن معاناة الشعوب في اليمن الجريح والبحرين وبلاد الحرمين الشريفين والعراق وفلسطين المحتلة الى جانب ما تتعرض له الجمهورية الاسلامية من حصار وضغوط قصوى وحرب دعائية معادية مستمرة ولم تنقطع ابدا.
السؤال المطروح في هذا المجال يقول: بأي حجة ومنطقة سمحت وزارة الظلم الاميركية لنفسها بما سمته “إنفاذ القانون” وحجب المحتويات الرقمية للقنوات المذكورة عن المشاهدين والقراء والحال ان واشنطن لا تجرؤ على تنفيذ مثل ذلك ازاء قنواتها في داخل اراضي الولايات المتحدة.
من الواضح ان الاميركيين وحلفاءهم ومرتزقتهم لا يستطيعون ان ينظروا في غير حقد الى ما تتمتع به الفضائيات المحجوبة من اهتمام ابناء الامة الاسلامية ومن اعتزاز عند المعجبين بالواجهات الاعلامية الثورية لمحور المقاومة في الشرق الوسط.
مما لاشك فيه ان ما حصل من عدوان اميركي سافر على قنوات محور المقاومة لا يستطيع ايقاف العطاء الاعلامي النيّر للمحجوبة صفحاتهم الالكترونية ولن يجرؤ احد على تغطية صوت المظلومين والمستضعفين والمجاهدين في سبيل الله لان الاسس التي يبني المقاومون عليها مواقفهم وطروحاتهم قائمة على الدماء الطاهرة للشهداء الذين طالما حصنوا المسيرة الاسلامية بتضحياتهم الغالية.
والمؤكد ان هذا الحظر يمثل اوسمة شرف وعزة وكرامة
للقنوات المذكورة في حين فتحت القرصنة الارهابية بابا جديدا للعنات الشعوب على حكومة الولايات المتحدة الاميركية وسياساتها الاستفزازية والاستكبارية في المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى