تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.. مؤتمر دولي في الرباط يتدارس القيم الحضارية في السيرة النبوية

د. المحجوب بنسعيد

باحث في علوم الاتصال والحوار الثقافي

تحت شعار “نحو رؤية مستقبلية للسيرة النبوية” ، يعقد غدا الخميس 27 مايو 2012 في مقرالإيسيسكو بمدينة الرباط ،عاصمة المملكة المغربية ، المؤتمر الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية. ويشارك في المؤتمر الذي ينظم بالتعاون بين الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية ورابطة العالم الإسلامي ، شخصيات عالمية مرموقة من العالم الإسلامي وخارجه، ومن مؤسسات ومنظمات دولية، وعلماء وأساتذة مختصين في السيرة النبوية وعلومها، وخبراء في الإعلام والتواصل وتحليل الخطاب، بالإضافة إلى أصحاب مبادرات إعلامية وثقافية ناجحة للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وحسب معلومات من الجهات المنظمة للمؤتمر، سيشارك عن بعد ضيوف شرف من مستوى دولي رفيع وهم السيد عمران خان ،رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية ، وصاحب السمو الملكي الأمير شارلز أمير ويلز من المملكة المتحدة ، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال ،رئيس منتدى الفكر العربي من المملكة الأردنية الهاشمية كلمة أبرز فيها والسيد ميغيل أنخيل موراتينوس ، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات.
كما سيشارك حضوريا في المؤتمر كل من الدكتور أحمد عبادي،الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء ، والشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، رئيس هيئة العلماء المسلمين ، والدكتور سالم بن محمد المالك ، المدير العام للإيسيسكو ، والدكتور شوقي علام ، مفتي جمهورية مصر العربية ، وشيخ الإسلام الله شكر باشا زاده ، مفتي أذربيجان والقوقاز، والدكتور مصطفى بنحمزة ، عضو المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية ، والدكتور فرحان نظامي ، مدير مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في لندن ، والدكتور عامر الحافي، المستشار الأكاديمي للمعهد الملكي للدراسات الدينية في جامعة آل البيت في المملكة الأردنية الهاشمية،والبروفيسورجيمس باتون، مديرالمركز الدولي للدين والدبلوماسية في واشنطن ، والأب القمص فيلو ثاوس فرج ، أنبا الكرازة المرقسية في الخرطوم
ويتضمن جدول أعمال المؤتمرعقد أربع جلسات عمل ، تخصص الأولى لموضوع) السيرة النبوية والجهود العلمية) ، والثانية لموضوع ( السيرة النبوية والأبعاد الوظيفية) ، والثالثة لموضوع) السيرة النبوية والإشكالات المعاصرة) ، والرابعة لموضوع) شهادات عالمية حية في سيد الأنام ورسالته الخاتمة) . وفي الجلسة الختامية ، سيتم عرض إعلان المؤتمر ومخرجاته وتوصياته التنفيذية .
والواقع أن هذا المؤتمر الدولي يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى موضوعه المتميز حول السيرة النبوية الطاهرة ، حيث أكدت الورقة المفاهيمية للمؤتمر ” أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم تظهر أنه لم يكن مجرد إنسان عبقري رفعته عبقريته وسمت به إلى القدر الذي وثقته السيرة النبوية في محاسن المعاملات ومكارم الأخلاق ، وأن النبوة ليست أمرا مكتسبا بل إنه رسول الله المؤيد بالوحي الإلهي ”
لقد كان توقيت تنظيم المؤتمر موفقا وضروريا في ظل استفحال ظاهرة الإساءة للإسلام والتخويف منه والتطاول على رسولنا الكريم بواسطة حملات إعلامية شرسة تقوم بها بين الفينة والأخرى بعض وسائل الإعلام الغربية التي تمولها جهات متطرفة حاقدة على الإسلام والمسلمين ، تمعن في نشر خطاب الكراهية ، من خلال الإصرار على نشر وإعادة نشر رسوم كاريكاتورية حول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، بهدف الاستفزاز وإشعال نار الفتنة في خرق سافر للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان . يضاف إلى ذلك الاستمرار في ترويج كثير من المعلومات الخاطئة والمغالطات والشبهات والأحكام الباطلة عن شخصية الرسول الكريم في الكتب المرجعية والموسوعات والمقررات والمناهج الدراسية.
إن نجاح أي عمل يتوخى إبراز محاسن السيرة النبوية والرد على الحملات الإعلامية المشوهة لصورة رسولنا الكريم ، لابد أن ينطلق من داخل العالم الإسلامي من خلال تربية الأطفال على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بأخلاقه واتباع هداه ، عملا بقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ).