أشرف أبو عريف
تعالت خلال الآونة الأخيرة أصوات ودعوات موريتانية تنادي بــــ”ضرورة مراجعة الموقف الموريتاني من قضية الصحراء المغربية”، وذلك بالنظر إلى المتغيرات الطارئة على الملف خلال الفترة الأخيرة بتزايد الإعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وأيضا بالنظر إلى التكلفة السياسية والأمنية والإقتصادية للملف على الكاهل الموريتاني، التي طفت على السطح منذ سعي شرذمة الإنفصاليين إلى إغلاق معبر الكركرات قبل تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية لفتحه.
وفي هذا السياق، نظم “منتدى الأواصر للتحاور” الذي يرأسه الإعلامي عبيد ولد إميجن، يوم السبت 22 ماي 2021، ندوة فكرية حول “الواقع الأمني والاستقرار السياسي والتحديات الجيوستراتيجية، في القارة الإفريقية، وقضية الصحراء”، وذلك بمشاركة أكاديميين ومثقفين وخبراء الذين دعوا إلى:
“مراجعة الموقف الموريتاني من قضية الصحراء بما يخدم المصالح الموريتانية ومصالح المنطقة بشكل عام، مع الدعوة كذلك إلىمراجعة الاعتراف الموريتاني بالصحراء”، وعلى هذا الأساس، شدد المشاركون في هذه الندوة على:
أن الموقف الموريتاني من قضية الصحراء المغربية يجب أن يراعي خدمة المصالح الموريتانية ومصالح المنطقة بشكل عام؛ اعتبار قضية الصحراء المغربية إحدى أهم القضايا التي واجهت الاتحاد الإفريقي منذ تأسيسه.
الغموض الذي ظل يتسم به دور الاتحاد الإفريقي، دون أن يملك طموحات لإنهاء النزاع على حيازة الصحراء رغم العروض الواقعية المقدمة من طرف المغرب؛ مطالبة الحكومة الموريتانية بإعادة النظر في “الاعتراف الغريب”، نظرا لتكلفته الأمنية والسياسية والاقتصادية؛ التأكيد على أن علاقة موريتانيا بالمغرب أهم بكثير وأقوى مردودية على الدولة من علاقتها بكيان وهمي.
محورية قضية الصحراء المغربية بالنسبة لموريتانيا كـــ”قضية استراتيجية في المجال الأمني بالدرجة الأولى”؛ إن اعتراف موريتانيا بالصحراء كــ(دولة مستقلة) ليس مقدسا بل هو عمل سياسي اقتضته ظروف معينة،يظهر هذا صوت الحكمة التي تتحلى به النخب الموريتانية التي تتركز نقاشاتها على ضرورة الدفع قدما في مسار تعزيز العلاقات مع المغرب ودعمه في سبيل بناء وحدته الترابية، وكذلك أهمية هذا الموقف في تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج التنموي بالمنطقة المغاربية ككل. كما أن إقدام عناصر الإنفصاليين على قطع الطريق بين البلدين الشقيقين والانعكاسات السلبية التي ترتبت على هذه الخطوة وتأثيراتها على حرية التجارة الدولية، فضحت “البوليساريو” وعزلتها.