رأى

المرأة وكوفيد 19… نحو مزيد من الفقر

استمع الي المقالة

اميرة عبد الحكيم

مثّل تحذير أنطونيو جوتيريس الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، من خطورة تداعيات استمرار تفشى جائحة كوفيد 19 للعام الثانى، على النساء، ودفعهن إلى حاوية الفقر، جرس انذار من جديد لحجم المعاناة التي تواجهها المرأة منذ بدء الجائحة في مارس 2020، إذ غرد جوتيرس على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” بأن الجائحة أدت إلى: “دفع ما يقرب من 58 مليون امرأة وفتاة إلى الفقر المدقع… وأن هذه الأرقام الكبيرة فى عدد النساء الفقيرات نكسة رهيبة في الجهود التي بذلوها للحد من الفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين”.

ولا شك أن هذه الرسالة التحذيرية تعكس إلى أي مدى عانت المرأة ولا تزال من تأثيرات تفشى الجائحة، سواء كانت هذه المعاناة ناجمة عن فقدانها لمصادر عملها بسبب سياسات الاغلاق التي تنبتها معظم دول العالم، او بسبب ارتفاع مستويات الأسعار للسلع والخدمات بما فيها الادوية ومستلزمات العلاج وهو ما مثل عبئا إضافيا على كاهل المرأة في توفير احتياجاتها واحتياجات اسرتها خاصة المرأة المعيلة التي تتحمل مسئولية اسر كاملة بسبب غياب الزوج، وقد أدى هذا إلى زيادة نسبة النساء الفقيرات، وذلك في اطار زيادة نسبة الفقر عالميا كما أشارت دراسة صادرة عن صندوق النقد الدولى، جاء فيها أن جائحة كوفيد-19 تركت تأثيرا طاحنا على فقراء العالم بشكل خاص، إذ يقدر أن هذه الجائحة دفعت بنحو 100 مليون نسمة في هوة الفقر المدقع في عام 2020 وحده.

وغنى عن القول إن المعاناة التي واجهتها المرأة رغم ما بُذلت من جهود في سبيل التخفيف منها، إلا أن هذه الجهود ظلت حبيسة التحرك في معالجة الآثار والتداعيات، دون أن تنظر في كيفية معالجة الازمة من جذورها، وهو ما طالب به الأمين العام حينما أكد على ان المعالجة تستوجب بأن يكون التعافى من الأوبئة عبر تبنى طرق إلى اقتصادات أكثر شمولاً واستدامة، من شأنها زيادة النمو طويل الأجل، وتعبئة مزيد من الإيرادات، وجذب الاستثمارات محليا وخارجيا. مع الاخذ في الاعتبار أن تحقيق ذلك خاصة بالنسبة للدول النامية، يظل مرهونا بدور استثنائى يلعبه المجتمع الدولى ممثلا في المانحون من القطاع الخاص والمانحون الرسميون، والمؤسسات المالية الدولية، في دعم ومساندة اقتصاديات هذه الدول.

نهاية القول إن تنوع التداعيات وتباين الاثار الناجمة عن كوفيد 19 على اقتصاديات العديد من الدول وخاصة الدول النامية، يفرض على الجميع التكاتف في سبيل مواجهة هذه الجائحة ليس فقط في توفير اللقاحات وإنما في معالجة التأثيرات بعيدة المدى التي تهدد الاستقرار الاقتصادى الهش في بعض الدول التي لم تتبن سياسات تطويرية ورؤي مستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى