الاسرة المصرية والمستهدفات الثلاثة
اميرة عبد الحكيم
لا تزال الأسرة محل اهتمام من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ إطلاق المشروع القومى لتنمية الاسرة المصرية، إذ بين الحين والآخر يعقد اجتماعا رئاسيا هادفا إلى متابعة ما تحقق وتقييم ما اُنجز وتسريع ما يُستهدف، وجاء الاجتماع الأخير ليؤكد على منهجية عمل المشروع القومى، تلك المنهجية التي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية للعمل: الأول، أهمية تحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والاقتصادي. الثانى، ضرورة الارتقاء بخصائص السكان، وعدم الاكتفاء فقط بتحقيق الضبط السكاني، الثالث، معالجة الموضوعات والشواغل الاجتماعية الأساسية الخاصة بالأسرة المصرية.
والحقيقة أن تفصيل هذه المحاور الثلاثة كمستهدفات للمشروع القومى للأسرة المصرية إنما يعنى ضرورة ان تكون المعالجة من منظور مغاير لما هو متبع او ثابت، إذ لا يزال التعامل مع قضايا السكان والاسرة من ذات المنطلق، وبذات الآليات التي ربما لا تناسب العصر وتغيراته. ولذا، تؤكد المحاور على أن الضبط السكانى او مواجهة الزيادة السكانية المستمرة قد لا تؤتى الجهود نتائجها المستهدفة او تحقق نتائج اقل من المرجوة، وهو ما يعنى ضرورة المعالجة من زاوية مختلفة، لا ترتكن على المنع بقدر ما تعتمد على كيفية توظيف هذه الزيادة السكانية لتحقق مردودات اقتصادية وتنموية، بمعنى أكثر وضوحا كى تأتى استراتيجية الدولة في الخفض من الزيادة السكانية وتأثيراتها السلبية على معدلات النمو الاقتصادى، يمكن توظيف هذه الزيادة اقتصاديا بما يعظم المردودات المتحققة، وهو ما يرتبط بدوره بأهمية النهوض والارتقاء بالمهارات والخصائص النوعية للسكان دون النظر إلى الزيادات العددية. هذا فضلا عن أهمية النظر في الشواغل او القضايا الاجتماعية التي تمس الاسرة المصرية منها على سبيل المثال قضايا الصحة والتعليم.
ما اود ذكره أن الزيادة السكانية رغم مخاطر تداعياتها على الأوضاع الاقتصادية والتي تترك بصماتها بدورها على الظروف السياسية، إلا ان مواجهة هذه الزيادة لابد ان تأتى من خلال مسارين: الأول، العمل على الخفض او الضبط السكانى من خلال توسيع الحملات والتوعية لمختلف فئات المجتمع بمخاطر هذه الزيادة وتأثيراتها على مختلف شئون الحياة. الثانى، النهوض بالأوضاع الاقتصادية حتى لا يكون معدل النمو السكانى أكبر من معدل النمو الاقتصادى، وهو ما يعنى أن الزيادة السكانية ستلتهم ثمار التنمية التي يعد معدل النمو احد مؤشراته الرئيسية.