أشرف أبو عريف
كان مدفعها فيما مضى يُنبئ أهالي مدينة حائل بدخول شهر رمضان المبارك بإطلاقه سبع طلقات، فيما يدوّي صوته لحظة أذان المغرب إيذاناً بالإفطار ولحظة أذان الفجر إيذاناً بالإمساك ويختم آخر طلقاته بإعلان العيد بسبع طلقات.
إنها قلعة “عيرف ” الشهيرة – أو أعيرف كما تسمى – بحائل، التي تمتاز بطابعها التراثي والتاريخي وتحاكي في طرازها المعماري مثيلاتها من المباني الدفاعية المعروفة في عمارة المنطقة الوسطى في المملكة، حيث تقع في أعلى قمة جبل يشرف على المدينة من الجهة الجنوبية وبُنيت من الحجر والطين قبل عام 1260هـ (1840م).
وتحتوي قلعة “عيرف” التاريخية على متحف أثري يقصده سياح وضيوف المنطقة، وظل متماسكاً على مر السنين ليكشف عراقة منطقة حائل التاريخية ويبرهن على قدرة سكانها القدامى على تشييد أنواع من العمارة المتميزة التي ظلت باقية على مر العصور لتشهد على قوة بنيانها ومهارة من أتقنها.
وتقع قلعة “عيرف” التاريخية وسط مدينة حائل على مساحة تبلغ 440 متراً وتتمركز في أعلى قمة جبل ذي ارتفاع يبلغ 650 متراً يعرف باسم ”جبل عيرف ” وهو ما نُسبت إليه تسمية القلعة، وبُنيت بغرض مراقبة الأعداء ورصد تحركاتهم قبل وصولهم للمدينة، لذلك روعي في بنائها أن تكون في موقع مرتفع وخارج نطاق المدينة كي يتمكن المرابط فيها من مشاهدة القادمين إليها من مسافة كافية.
وقلعة “عيرف ” عبارة عن قلعة مستطيلة الشكل ومتوسطة الحجم يحيطها سور متين، تم بناؤها من الطين اللبن وتم تزويدها بالأبراج والفتحات لمراقبة الأعداء – قديماً – والدفاع عن سكانها من أخطار الخصوم والغزاة حتى أضحت بمثابة الحارس الأمين للمدينة ومن يقطنها، ثم توالت عليها الإضافات والبنايات حتى وصلت لشكلها الحالي.
وحينما تتجول داخل القلعة يلفت انتباهك أنها مزودة بكل ما يحتاج إليه المرابط، إذ تتوافر فيها أماكن للنوم وأخرى للتخزين ومصلى ودورات للمياه إلى جانب كثرة أعداد الأبراج وفتحات المراقبة والدفاع بداخلها، حيث تضم 30 برجاً، ويتيح موقعها الإستيراتيجي مشاهدة المزارع والأسواق والأحياء التراثية المحيطة بها مثل حيي لبدة وسرحة وغيرهما من أحياء حائل.