سلايدرسياسة

“الدبلوماسى” يرصد وضع الهند خلال الموجة الثانية من فيروس كورونا

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

تحارب الهند بمنتهى القوة موجة شرسة وغير مسبوقة من انتشار فيروس كوفيد. وتمثل عدد الحالات النشطة في الهند 16.90٪ من إجمالي الحالات الإيجابية المسجلة حتى الآن والبالغ عددها 3170228 حالة. وبلغ عدد الاختبارات على مستوى البلاد حتى الآن 286392086 اختبار حتى الآن. وفي الوقت نفسه، خرج من العزل 297.540 مريضاً خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية،وذلك ارتفع إجمالي حالات التعافي إلى 15384.418 حتى يوم 29 أبريل 2021.
ومن ناحية أخرى، قامت الهند بإعطاء 152 مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19 وذلك حتى يوم 29 أبريل 2021 ، بالإضافة إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين جرعة جديدة يتم إعطائها بصورة يومية. و الهند هي صاحبة ثالث أكبر عدد من الأفراد الحاصلين على التطعيمات بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية. ومن المقرر كذلك أن تدخل حملة التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 مرحلتها التالية اعتباراً من 1 مايو لتشمل جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً.
وعلى الرغم من توقع موجة ثانية وتجهيز الاستعدادات للتعامل معها، إلا أنه كان من الصعب قياس مدى وحجمها الحقيقيين على أرض الواقع. وخلال الموجة الأولى وما بعدها، بدأ الحكومة المركزية وحكومات الولايات في الهند في اتخاذ تدابير متعددة لتجديد البنية التحتية للاستجابة مع متطلبات المرحلة التالية. وانخفضت الحالات في الهند خلال الفترة من سبتمبر 2020 إلى يناير 2021 بنسبة 90٪. وقد ساهم التعامل بالصورة النموذجية مع الموجة الأولى والثقة الناتجة عن تطوير اللقاحات في عدم توقعنا لزيادة الحالات بهذه الصورة كما هو الآن في الموجة الحالية.
ولا تزال الأسباب وراء هذه الزيادة الكبيرة و غير العادية في هذه الموجة الثانية قيد البحث. ولكن من المحتمل أن يكون هناك ثلاثة عوامل وراء هذه الزيادة: السلوك العام ، وزيادة حساسية السكان، والتحور الجديدة للفيروس. وقد لا تكون مناعة القطيع، التي كان يُنظر إليها على أنها سبب مهم للحد من انتشار الفيروس في الهند، فعالة بشكل كبير ضد السلالات الجديدة المتحورة للفيروس.
وفي الوقت الذي تحارب فيه الهند أسوأ موجة من فيروس كورونا حتى الآن، فإن هذا الأمر هو بمثابة ناقوس خطر للدول الأخرى لتوخي اليقظة وعدم التعاون خاصةً في ظل انتشار سلالات من الفيروس معدية بصورة أكبر.
الأثر الاقتصادي
كان الاقتصاد الهندي يسير بشكل جيد على طريق التعافي قبل ظهور موجة الفيروس الجديدة. في أحدث تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي تحت عنوان “آفاق الاقتصاد العالمي”، ذكر صندوق النقد أنه يتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الهندي بنسبة 12.5 في المائة في السنة المالية 2021-2022 ، وهو أعلى معدل نمو بين الاقتصادات الناشئة والمتقدمة. ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي الارتفاع غير المسبوق في حالات –الإصابة بفيروس كوفيد-19 إلى إبطاء التعافي الاقتصادي للهند. ولكن من المرجح أن يكون التأثير العام أكثر اعتدالاً مقارنة بالعام الماضي.وستعتمد نسبة الخسارة الاقتصادية خلال الموجة الثانية بشكل أساسي على مدى سرعة كسر سلسلة العدوى ووقف انتشارها.
الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتجاوز الأزمة
تتخذ حكومة الهند كافة الخطوات اللازمة لضمان الاستعداد بصورة جيدة لمواجهة التحدي والتهديد الذي تشكله جائحة كوفيد-19 المنتشرة بصورة كبيرة في الوقت الحالي. وتعمل جميع أذرع الحكومة على قلب رجل واحد وبسرعة للتعامل مع الوضع.
وتقوم الحكومة المركزية، بالتنسيق مع الولايات، على بناء البنية التحتية في شكل تكثيف الأسرة في المستشفيات، ومرافق الأكسجين، وحل المشكلات في إنتاج وتخزين ونقل الأكسجين، ومعالجة الأمور المتعلقة بتوافر الأدوية الأساسية. كما تتخذ الحكومة تدابير لدعم الفئات المستضعفة من السكان من خلال توفير الحبوب الغذائية والدعم المالي.
وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن الحكومة ستشتري 100 ألف مكثف أكسجين محمول وتركيب 500 محطة أكسجين مضغوط إضافية من صندوق كيرز التابع لرئاسة الوزراء. سيؤدي تركيب محطات الأكسجين المضغوط وشراء مكثفات الأكسجين المحمولة إلى زيادة كبيرة في إمدادات الأكسجين في مناطق الطلب المرتفع، وبالتالي معالجة التحديات اللوجستية الحالية في نقل الأكسجين من المصانع إلى المستشفيات.
من المتوقع أن ينتج معهد سيرم الهندي للأمصال، وهو أحد أكبر مصنعي اللقاحات في العالم، حوالي 70 مليون جرعة من لقاح كوفيشيلد في مايو ، بينما ستقوم شركات بهارات بيوتيك بإنتاج 20 مليون جرعة إضافية من لقاح كوفاكسين وسيتم إعطاؤها من خلال أكبر حملة تطعيم في الهند تديرها الحكومة على مستوى العالم . علاوة على ذلك هناك 3 لقاحات أخرى في طور الانتهاء من إقرارها.
كما عقد رئيس الوزراء اجتماعاً مع رئيس أركان الدفاع لتقييم جاهزية القوات المسلحة واستخدام خبراتها للمساعدة في مكافحة فيروس كوفيد-19. ويتم توفير الطاقم الطبي للجيش لمختلف حكومات الولايات، ويقوم الجيش بإنشاء مستشفيات مؤقتة في أجزاء مختلفة من البلاد. تساعد القوات المسلحة أيضًا في الموارد البشرية لناقلات الأكسجين المستوردة والمركبات التي تتطلب مهارات متخصصة لإدارتها.
الدعم الدولي
أعلنت حوالي 40 دولة من جميع أنحاء العالم استعدادها لتقديم إمدادات طبية ومساعدات للهند للتعامل مع الأزمة. وتساعد الشركات الهندية والأجنبية في عمليات الشراء. وكذلك تقوم جمعيات الجاليات الهندية في العديد من دول على تقديم مواد الإغاثة.وتتوقع الهند أن تستقبل أكثر من 500 محطة لتوليد الأكسجين ، وأكثر من 4000 مركز أكسجين، وأكثر من 10000 أسطوانة أكسجين، و 17 حاوية أكسجين مبردة. وسيساعد الوصول المتوقع لعدد 5 ملايين جرعة من اللقاح الروسي سبوتنيك-في بحلول شهر يونيو بشكل كبير في دعم حملة التطعيم الهائلة على مستوى الهند. وعرضت شركة جلعاد للعلوم الصيدلانية الحيوية 450.000 جرعة من دواء ريميدسيفير المضاد للفيروسات، بينما تتوقع الهند الحصول على 300.000 جرعة من ريميدسيفير  من مصر قريبًا ، و 300.000 جرعة من عقار فافيبيرافير من روسيا والإمارات العربية المتحدة وشحنات من عقار توسيليزوماب من ألمانيا وسويسرا.
ومن المأمول أنه بفضل الجهود المشتركة للجميع، أن يتمكن نظام الرعاية الصحي في الهند الذي يلقى دعم الحكومة ودعم دولي أن يتجاوز الموجة الثانية بنجاح والعودة بالمنحنى للمعدلات المعتادة. وفي هذا الإطار، تتطلع الهند إلى العمل عن كثب مع مصر على كافة مستويات التعاون. وتود الهند كذلك أن تتوجه بالشكر لمعالي رئيس جمهورية مصر العربية السيد/ عبد الفتاح السيسي على رسالته الكريمة التي عبر خلالها عن تعاطف مصر وتضامنها مع الهند- حكومةً وشعباً- خلال هذه المرحلة الصعبة من الوباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى