بقلم: عبدالله مصطفى
صحفي مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي
منذ سبتمبر 2018 تسيطر الديبلوماسية الهولندية على الدور الاوروبي في عملية السلام في الشرق الاوسط فقد اختيرت وقتها سوزانا تيرستال سفيرة هولندا في ايران لتولي مهام منصب المبعوث الاوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط وانتهت فترة عملها في فبراير 2020 ولكن جرى التمديد لها لمدة عام …وقبل ايام قليلة جرى الاعلان عن اختتيار سفين كبمانس ليخلف مواطنته تيرستال وهذا يعني ان الديبلوماسية الهولندية تسيطر على المنصب للعام الرابع على التوالي ولكن السؤال المطروح حاليا هو هل سيكون للمبعوث الاوروبي الجديد دور فعال في المرحلة القادمة؟
للاجابة على هذا السؤال يجب ان نعلم ان السنوات الثلاث التي تولت فيها تيرستال مهام المنصب كانت فترة صعبة للغاية للديبلوماسية الاوروبية في ملف عملية السلام في ظل ادارة الرئيس السابق دونالد ترمب حيث تجمدت تقريبا المفاوضات بين طرفي الصراع وظهر تباين المواقف واضحا بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية في هذا الملف وخاصة في ظل تمسك الجانب الاوروبي بحل الدولتين ورفض الاستيطان والعودة الى المفاوضات بين الاسرائيليين والفلطسنيين لانهاء الخلافات حول القضايا العالقة ومنها ملف القدس بينما طرح ترامب مشروع صفقة القرن ورفضته السلطة الفلسطنية و وتجمدت الامور طوال فترة ادارة ترامب الجمهوري ، ولكن بعد وصول الديمقراطيين للحكم ، اصبح هناك تفاؤل لدى البعض بامكانية حلحلة الملف من جديد في ظل التباين في مواقف الجمهوريين والديمقراطيين حول هذا الملف وملفات اخرى.
وبدأ واضحا مؤشرات على تغير الموقف الاميركي في الانفتاح على التفاوض والنقاش حول القضايا الخلافية مع الجانب الاوروبي ومنها ملف المناخ وايضا مستقبل الاتفاق الدولي بشأن برنامج ايران النووي وغير ذلك ولعل القمة الاطلسية المقررة في بروكسل الشهر القادم ستشكل فرصة للرئيس الاميركي للالتقاء بشكل مباشر مع قادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل لتقريب وجهات النظر حول العديد من الملفات واحداث تغيير في التوجهات لعودة التنسيق بين ضفتي الاطلسي في التعامل مع الملفات الاقليمية والدولية ومنها ملف المناخ وعملية لاسلام في الشرق الاوسط والخلافات الاقتصادية والتجارية وملف الاتفاق حول ملف طهران النووي وايضا ملف تقاسم الاعباء المالية في حلف شمال الاطلسي ” الناتو ” والتعامل مع التهديدات الروسية لجيرانها ومن بينهم دول في التكتل الاوروبي الموحد وغيرها.
ومن هذا المنطلق ربما سيكون للمبعوث الاوروبي الجديد لعملية السلام في الشرق الاوسط دورا اكثر فاعلية خلال الفترة القادمة.
وجرى اختيار كوبمانس لهذا المنصب وهو سياسي ومحامي دولي وسبق له ان درس وقام بالتدريس بعد ذلك في عدة جامعات منها في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهولندا وله دراسات وكتب في االقانون الدولي ومفاوضات السلام.
ستتركز مهمة المبعوث الاوروبي الجديد على تقديم المساهمة الفعالة للتسوية النهائية للصراع الاسرائيلسي الفلسطيني على اساس حل الدولتين وبما يتماشى مع قرار مجلس الامن 2334 الصادر في 2016 واغيضا الحفاظ على اتصالات وثيقة مع جميع الاطراف في عملية السلام وكذلك مع الامم المتحدة والمنظمات الاخرى ذات لاصلة ومنها جامعة الدول العربية كما سيكون بين مهام المبعوث الاوروبي الجديد دعم عمل المسنق الاعلى للسياسية الخارجية الاوروبية بشأن هذا الملف.
والمبعوث الاوروبي الجديد هو ديبلوماسي كبير وسياسي وطني ومحامي دولي وكان عضوا في البرلمان الهولندي خلال الفترة من 2017 الى 2021 كما شغل منصب المتحدث الرسمي للشئون الخارجية في البرلمان ورئيسا لوفد بلاده في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو وسبق له ايضا ان عمل في الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمات اخرى وشارك في مهمات ومفاوضات تتعلق بملفات عمليات السلام في قبرص وكوسوفو ومالي والسودان وسوريا.