رأى

شبح الموت يخيم على تونس

استمع الي المقالة

بقلم: د. حذامي محجوب
الإعلامية القديرة.. وأستاذ الفلسفة السياسية

بينما يتصارع السياسيون حول السلطة في لعبة كسر العظام ، ينتشر الفيروس، يتوغل وتفتك الموجة القاتلة بالكبار وبالشباب ، كل العائلات تقريبا في حالة حداد مكتوية بفقدان عزيز ورحيل صديق واصابة قريب …أسرة الانعاش كلها مشغولة واسرة الاكسجين على وشك الامتلاء .ولان لا شيء اثمن من الصحة ولان صحة التونسيين لا تقدر بثمن فان الاحتراب الحاصل بين راسي السلطة لا يهم التونسيين ولا يعنيهم اذ الجميع يتفق على ان هذا الصراع غير قادر على إعادة الحياة الى ضحايا الكوفيد ولا الى انقاذ بقية الارواح بل هو ابتلاءاقوى من الوباء.

لم تعد البلدان المتقدمة اليوم في مكافحتها للوباء تقتصر على الوقاية ، والامتثال لاجراءات الحجر الصحي ،بل اصبحت كلها تتسابق من اجل التلقيح , تلقيح اكبر عدد ممكن من اجل المناعة لانقاذ ارواح البشر ، ذلك هو التحدي اليوم في كل البلدان التي تحترم حق الحياة وتحترم مواطنيها.

يوجد عدد كبير من البلدان القريبة منا هي الان في مرحلة التفكير في فترة ما بعد التلقيح ، من وجهة نظر صحية ولكن أيضًا من وجهة نظر اقتصادية.انها بلدان بدأت تفكر بالفعل في التعافي.اما نحن فالارقام المتعلقة بعدد الإصابات والوفيات تتزايد باطراد 10 آلاف وفاة في تونس ،تونس عربيا وافريقيا هي الثانية ، في عدد الموتى على كل مليون شخص ، على الرغم من كفاءة وتفاني الاطباء ومهنيي الصحة ، تبدو تونس بعيدة على طريق التعافي بسبب سياساتها الفاشلة منذ 10 سنوات .

امام هذا الوباء ، تتعرض صحة التونسيين لخطر كبير ، حياتنا كلنا مهددة لذلك على السياسي ان يتحمل مسؤوليته كاملة ،يجب أن تكون صحة التونسيين الاولوية الوحيدة.يجب أن تكون لمواجهة الوباء الأسبقية على الحسابات والصراعات السياسية العقيمة في الوقت الراهن ولا ينبغي أن يسود أي اعتبار آخر من أي نوع .اليوم..على رئيس الدولة ورئيس الحكومة ان يتحملا مسؤوليتهما الكاملة.

المسؤولية جدية وثقيلة ومصيرية،ولا تكمن في الخطابات والمناكفات بل في اتخاذ قرار بالحجر الصحي الشامل لمدة شهرين مع توفير اجراءات اقتصادية واجتماعية لكل الفئات وخاصة الفئات الهشة والاسراع في التلقيح ، تلقيح اكبر عدد ممكن وفي اسرع وقت..

حان الوقت لأخذ هذه القرارات دون تردد والا سينقرض الشعب وسيتصارع السياسيون على حكم جثث .
الشعب التونسي اليوم شعب منكوب والسلطة السياسية التي تحكم منذ 10 سنوات سيحاسبها التاريخ على عدم إغاثة شعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى