الهيئة العليا … مطلب المرأة الموريتانية
بقلم : أميره عبد الحكيم
في المهرجان الأول من نوعه الذى نظمته المرأة الموريتانية تحت رعاية السيدة الأولى مريم الداه، ضم كافة الطيف السياسي الوطنى تحت شعار: “نتحد، نعمل، ننجح”، والذى هدف إلى تأسيس تجمع نسوي وطني ليصبح بمثابة آلية وطنية معنية بالتمكين للمرأة، وطرح كافة مشاكلها على الجهات المعنية، فقد تعالت طموحات المرأة الموريتانية لتوجيه رسالة مباشرة من خلال عريضة مطلبية قدمت في المهرجان للمطالبة بإنشاء هيئة عليا معنية بقضايا المرأة الموريتانية، بما يساعدها للعمل على تعزيز مكانتها الاقتصادية ومشاركتها السياسية بصفة خاصة واهتمامها بقضايا الشأن العام على وجه العموم.
والحقيقة أن هذه الدعوة من جانب المرأة الموريتانية إنما تحمل في طياتها جانبين مهمين: الأول يتعلق بالدخل الموريتانى إذ من المعلوم أنه لا تزال ثمة ثقافة ذكورية سائدة داخل المجتمع تنظر للمرأة من زوايا محددة وفى أطر معينة ليست من بينها توسيع مشاركتها السياسية او تمكينها اقتصاديا على النحو الذى أصبح نهجا عالميا. ولذا، ثمة فرصة ذهبية امام المرأة الموريتانية أن تغتنم فرصة الدعم والمساندة السياسية التي تحظى بها في ظل النظام الحاكم في موريتانيا لتحصل على مزيد من المكاسب التشريعية والسياسية والاقتصادية. ولتحقيق ذلك يتطلب الامر بالفعل وجود مظلة تجمع تحتها الرؤى والمقترحات وتنظم العمل والسياسات حتى لا تضيع الجهود سدى. وعليه، يظل مطلب وجود هيئة عليا معنية بقضايا المرأة مطلبا مشروعا. أما الجانب الثانى، يتعلق بالخارج وكيفية الاستفادة من اكثر التجارب الإقليمية تشابها مع الأوضاع المورتيانية. بل يمكن القول إن غالبية الظروف في الجوار الموريتانى ليس أحسن حظا في التعامل مع المرأة واستحقاقاتها ومكتسباتها، ولكن هذا لا يعنى أن ثمة تجارب ناجحة استطاع القائمون عليها مواجهة العراقيل والمعوقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، مستفيدين في ذلك من الدعم السياسى الذى قدمته القيادة السياسية ولعل التجربة المصرية في هذا المضمار من التجارب الرائدة التي يمكن الاستفادة منها والبناء على ما وصلت إليه.
ومن هذا المنطلق، اقترح تنظيم فعالية عن المرأة الموريتانية واستحقاقاتها الدستورية والسياسية وكيفية معاونتها اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا من خلال اطلاعها على التجربة المصرية وتحدياتها التي لم تقف عائقا أمام المرأة المصرية لاحراز المكاسب والدفاع عن حقوقها، تلك خطوة أولى يمكن ان تستتبعها خطوات أخرى تقدم للمرأة الموريتانية خبرات عديدة وسياسات عدة تمكنها من تجاوز صعوباتها والتعامل مع ازماتها، مستفيدة من الدعم السياسى الراهن.