رأى

الهجرة غير الشرعية … نجاح مصري متميز

استمع الي المقالة

بقلم: أميرة عبدالحكيم

لم تكن مصادفة ان تحقق مصر موقعا رياديا متميزا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ودعم اللاجئين، امتثالا لالتزاماتها الدولية في هذا الخصوص من ناحية، وادراكا لمسئولياتها الإنسانية تجاه هؤلاء اللاجئين والمهاجرين من مختلف الجنسيات من ناحية أخرى. بل مما يعزز الرؤية المصرية ويكسبها تفردا في كيفية إدارة مثل هذا الملف، انه رغم التحديات التي تواجهها الدولة المصرية إلا انها تبنت منهجا مغايرا في دعم اللاجئين الذين جاءوا إلى ارضها، تمثل هذا النهج في التعامل معهم دون تمييز مع ادماجهم في المجتمع المصرى، وتمكينهم من الاستفادة من كافة الخدمات الأساسية والاجتماعية أسوة بالمواطنين المصريين. وترسيخا لهذه الرؤية القائمة على احترام انسانيتهم لم تفرض الدولة المصرية قيودا على ضمان حرية حركتهم وعدم عزلهم في مخيمات او معسكرات إيواء.

وفى مجال الهجرة غير الشرعية، كانت للسياسة المصرية موقفا متميزا من خلال إحكام دقيق لعمليات ضبط الحدود البرية والبحرية على مستوى التنفيذ العملى، فضلا عن الإسراع بوضع اطار تشريعى لمكافحة تهريب المهاجرين.

وعليه، حظيت السياسة المصرية في هذا الخصوص بإشادات دولية وإقليمية عديدة استنادا ليس فقط لاحترامها لحقوق هؤلاء المهاجرين واللاجئين الذين تعرضوا لظروف إنسانية صعبة جراء الصراعات والنزاعات والمجاعات التي تشهدها دولهم بسبب التدخلات الخارجية التي ألهبت الأوضاع الداخلية واشعلت فيها نيران الصراعات بما قلص من دور الدولة الوطنية في بعض الحالات كما الحال في سوريا، وفشلها في حالات أخرى كما الحال في ليبيا.

وغنى عن القول إن السياسة المصرية في إدارة ملف الهجرة غير الشرعية ودعم اللاجئين يمثل ردا عمليا على التقارير الدولية التي تصدر من جانب بعض المنظمات الدولية والتي تحاول ان تشوه صورة مصر في مجال حماية حقوق الانسان وصون حرياته، إذ أنه من غير المنطقى ان تكون هناك اشادات دولية بإدارة مصر لهذا الملف في حين تخفق مصر في حماية حقوق المواطنين وتعزيز حرياتهم، فمثل هذا الرأي يحمل تناقضا يكشف عن أجندات تُملي على تقارير هذه المنظمات لتنحرف برؤيتها عن صحيح الواقع القائم.

خلاصة البيان أن ملف مصر في مجال حقوق الانسان حقق تقدما متميزا على كافة المستويات ، رغم ما قد يحدث من بعض الخروقات المحدودة التي لا يمكن ان يخلو منها أي مجتمع، حتى المجتمعات التي تدعى وصف نفسها بالديمقراطية ولعل ما جرى مع أزمة جورج فلويد في الولايات المتحدة نموذجا لوقوع بعض التجاوزات التي لا يمكن ان تكون صفة مميزة للدولة الامريكية وهو ما يحدث في مصر اليوم في ضوء ما تتخذه الدولة للعديد من الإجراءات الهادفة إلى توفير الضمانات لحماية الحقوق والحريات لكافة المواطنين بل لجميع المقيمين على الأرض المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى