رأى

الاقتصاد والامن.. شراكة اوروبية مع جنوب المتوسط .. ‘وعدم الاستقرار’ التحدي الاكبر!

استمع الي المقالة

بقلم:  عبدالله مصطفى

الشباب في دول منطقة جنوب المتوسط يمثل مصدر قوة للمنطقة ولكن قد يكون ايضا نقطة ضعف في حال عدم الاهتمام  بحصول الشباب على فرصة في بلدانهم وعدم ضمان مستنقبل افضل لهم ولاقتصادات بلدانهم هذا ابرز ما جاء في تقرير صدر عن اوروبا ـــالقارة العجوزـــ  التي تعاني من الشيخوخة ومنها دول الاتحاد الاوروبي، وهذا الاعتراف يصاحبه عرض اوروبي بتقديم المساعدة لدول الجوار في جنوب المتوسط في تحقيق تقدم في مجالين رئيسيين في المنطقة  وهما الاقتصاد والامن.

والشراكة بين الاتحاد الاوروبي ودول منطقة جنوب المتوسط وغالبيتها من الدول العربية، هي شراكة متجددة والسبب في ذلك من وجهة نظر الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي ، هو ان التكتل الاوروبي النموحد لايزال الشريك الاقتصادي الاهم للمنطقة سواء من ناحية التجارة او الاستثمار كما تعتبر المنطقة في الاولويات السياسية للاتحاد الاوروبي كما يريد الاتحاد ان تستمر هذه الشراكة بل وتعزيز الدور الاوروبي في المنطقة ولهذا كان لابد من ان يجدد كل طرف للاخر تعهداته بتجديد الشراكة وهو اهم ماجاء في التقرير الذي اعتمدته المفوضية في بروكسل وأعلنت عنه مؤخرا.

اهمية التقرير تكمن في عدة امور لعل ابرزها التوقيت والظروف التي صدر فيها واقصد هنا وقت أزمة كوفيد 19 والعمل المتواصل من اجل مواجهة التداعيات والاستعداد لمرحلة مابعد كورونا  وخاصة ان الاتحاد الاوروبي وكما ورد في التقرير حاول مساعدة  منطقة جنوب المتوسط بقدر استطاعته وقام بتعبئة تمويل كبير تمثل في حشد 2مليار و200 مكليون يورو لتقديم مساعدات خلال الموجه الاولى من كورونا  والازمة الاقتصادية المصاحبة لها ولكن التقرير الاوروبي اشار الى انه لابد من وضع استراتيجية مشتركة وجرى بالفعل التواصل منذ الموجه الاولى لتحديد التحديات المشتركة وايضا المصالح المشتركة التي يمكن بناء بناء الشراكة المتجددة عليها.

ماظهر من خلال التقرير المعلن من جانب مفوضية بروكسل ان التحدي الاكبر للمنطقة وايضا للاتحاد الاوروبي ” من منطلق الترابط بين الجانبين ” هو  عدم الاستقرار  واعترفت المفوضية الاوروبية بانه هذا التحدي تفاقم بسبب وباء كورونا سواء كان التفاقم اجتماعيا او اقتصاديا او أمنيا.

وحدد الجهاز التنفيذي الاوروبي مجالين يجب التركيز عليهما مع الشركاء في جنوب المتوسط.. الاول هو الاقتصاد  فهناك حاجة الى النمو في الوظائف كما ان اقتصاديات المنطقة ليست متنوعة وفقا للتقرير الاوروبي الذي قال ان المنطقة بشكل كبير على قطاعات فردية  والتي تسببت في صعوبات اقتصادية كبيرة  واضرارا اثناء ازمة كورونا اما بالنسبة للمجال لاثاني الذي سيتم التركيز عليه فهو الامن والذي ظل وباعتراف تقرير المفوضية  مشكلة طويلة الامد بعد ان تصاعد الارهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.

وقال تقرير المفوضية انه جرى التوصل الى تفاهم مشترك مع الجيران والشركاء في جنوب المتوسط على ان تحقيق الاستقرار هو مصلحة مشتركة وشدد الاتحاد الاوروبي على استعداداه للمساهمة في هذا الامر على المدى الطويل واللافت للنظر في تقرير المفوضية انه اشار الى ان الاتحاد الاوروبي بحاجة الى تحقيق الاذدهار في المنطقة لان المنطقة مستعدة لاصلاح نفسها ولكن فقط تحتاج الى المساعدة بحسب التقرير الاوروبي مضيفا بالقول “وهي تحتاج الى خلق اقتصاد متنوع ويجب ان تصبح مركزا جذابا للمستثمرين وهو امر مهم اثناء وبعد كورونا”.

 ولفت التقرير الى توجه لشركات اوروبيه الى اسيا بينما من الافضل التركيز على جنوب المتوسط  وبالتالي نعمل على خلق مستقبل اقتصادي افضل للشباب في المنطقة والذي يعد قوة هذه المنطقة وفي نفس الوقت قد يكون نقطة ضعف كبيرة اذ لم يكن لهؤلاء الشباب مستقبل في اوطانهم.

 ومن وجهة نظري هذه اخطر رسالة تضمنها التقرير وهي رسالة تحذيرية وهي ليست جديدة وتعلمها حكومات المنطقة ولكن لابد من السعي لتفادي تحويل هذه القوة الى نقطة ضعف ولعل عدة دول عربية انتبهت بالفعل الى خطورة هذا الامر وبدأت تعمل بشكل صحيح وهناك دول تحتاج للمساعدة وهاهو الاتحاد الاوروبي يعرض المساعدة في هذا الصدد لانه باختصار سوف يستفيد واعترف بذلك عندما قال ان عدم الاستقرار في المنطقة يؤثر على استقرار التكتل الموحد  والامر يمثل تحديا مشتركا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى