أشرف أبو عريف
عندما تتفاوت الرؤى بين الساسة والدبلوماسيين فى أرجاء اليابسة، تتباعد المسافات بين وسائل الإعلام نحو كلا من صُناع السياسة وأدوات التقارب طبقا لأسباب التباعد.. وبما أن العلاقات المصرية الإيرانية منذ 42 عاما ليست على مزاج الشعوب، فالعلاقة بين معظم الإعلام المصرى والجانب الإيرانى تتباعد بإستثناء القليل إلا أن المسافة بين “Aldiplomasy” وسائر الأمم فى شخص البعثات الدبلوماسية “صفر”.. وهذه هى فلسفة “Aldiplomasy” نحو الغير.
ومن بين البعثات الدبلوماسية التى نتشرف بتغطيتها، السفارة الإيرانية بالقاهرة رغم تصنيفها بـ “مكتب رعاية مصالح”.. وبالأمس تلقى موقعنا حواراََ لسعادة السفير ناصر كنعانى من 4 حلقات حول ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، وتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نتشرف بنشرها بالعربية والفارسية والإنجليزية على النحو التالى:
* Aldiplomasy: بداية، من هو السفير ناصر كنعانى؟
# السفير: تشرفت بتولى مناصب دبلوماسية عديدة كنائب مساعد لوزير الخارجية الإيرانية لشئون العراق.. رئاسة لجنة العراق فى وزارة الخارجية.. قائم بأعمال السفير الإيراني في الأردن.. أتحدث العربية بطلاقة.. سعيد بتمثيل الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى مصر.
* Aldiplomasy: لماذا مصطلح “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”؟
# السفير: يرجع وصف إسلامية الجمهورية في إيران إلى هوية النظام والرؤى والأهداف الخاص بمؤسسها الإمام الخميني رضي الله عنه ورأي الشعب أيضًا، فقد كانت الحركة الأولى للإمام ضد نظام الشاه مبنية على أسس الإسلام والدعم الشعبي، كما كان مؤسس الثورة في إيران هو عالم ديني وفقيه مقاوم ومرجع كبير. وقد أسس حركته الثورية ضد النظام الشاهنشاهي الذي كان حاكمًا في إيران وتابعًا لأمريكا وإسرائيل ضد الإسلام والرضا الإلهي والحجة الشرعية، كما تحدث الإمام في خطبته المشهورة والهامة والمفصلية بتاريخ 4 يونيو/ حزيران 1963م قائلًا: “اليوم قد أخبروني باستدعاء بعض أهل المنابر (علماء الدين) إلى مبنى الأمن وقالوا لهم عليكم بالابتعاد عن ثلاثة أشياء، وقولوا ما يحلو لكم:
ألا تنتقدوا الشاه.. ألا تنتقدوا إسرائيل.. لا تقولوا أن الدين في خطر.. فلو نحينا هذه الثلاثة جوانب جانبًا، فعن أي شيء نتحدث؟!
السبب الآخر لإسلامية الجمهورية في إيران هو اختيار الشعب المستلهم من أفكار مؤسس الثورة، حيث أن الإمام وفي بعض تصريحاته الإعلامية قبل انتصار الثورة قد قال أن النظام الذي يسعى إليه والذي سيكون بديلًا للنظام السلطوي هو الجمهورية الإسلامية، لذا فقد تحول هذا الأمر إلى شعار الشعب في المظاهرات العامة “الاستقلال، الحرية، الجمهورية الإسلامية.” وبعد انتصار الثورة مباشرة أكد الإمام على ضرورة تحديد نوع النظام السياسي سريعًا، لأنه كان قد تم طرح عدة رؤى مختلفة حول تسمية النظام الجديد، وكان رأى الإمام أن مصطلح “الجمهورية الإسلامية الايرانية” هو الأفضل بعد استفتاء الشعب عليه. وجاءت نتيجة الاستفتاء بأكثر من 98% “الجمهورية الإسلامية، وتم تسمية هذا اليوم (1 أبريل/ نيسان 1979م) بيوم الجمهورية الإسلامية.
لذا فإن إسلامية النظام يرجع إلى كون الشعب الإيراني مسلمًا والأهداف والعقائد الخاصة بمؤسس وباني الثورة واختيار الشعب أيضًا، وعلى هذا الأساس فهو متسق ومتطابق مع الدستور الإيراني. وهذا الدستور يرتكز على “الإسلام” كمصدر تشريع للقوانين والقرارات التي يصدرها البرلمان “مجلس صيانة الدستور.”
وهذا مايتطابق مع قول الإمام الخميني في إحدى مقابلاته: “نحن نريد الجمهورية الإسلامية، جمهورية تعني هيكلية وشكل الحكومة، وإسلامية يعني القوانين الإلهية هي مضمون هذا الهيكل”.
وأما بالنسبة لنوع نظام الحكم، تقول المادة الأولى في الدستور الإيراني: “نظام الحكم في إيران جمهوري إسلامي، صادق عليه الشعب الإيراني بأكثرية 98.2 % ممن كان لهم الحق في التصويت، في استفتاء عام أجري في 11 و12 من شهر فروردين سنة 1358 هـ. ش، الموافق 1 و2 جمادى الأولى سنة 1399 هجرية قمرية (29 و30 أذار/مارس 1979).
وقد شارك الشعب في هذا الاستفتاء انطلاقاً من إيمانه الراسخ بحكم القرآن العادل الحق، بعد ثورته الإسلامية المظفرة بقيادة المرجع الديني الكبير “آية الله العظمى الإمام الخميني”. لذلك فإن الطبيعة الإسلامية للنظام الجمهوري في إيران أمر أراده مؤسس الثورة وأيده الشعب، وتم إقراره فی دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية.