رسالة الاتحاد الاوروبي للرئيس الاميركي “بايدن”
عبدالله مصطفى
صحفي في مقر الاتحاد الاوروبي ببروكسل
عرفت العلاقات الاوروبية الاميركية طوال فترة الرئيس المتهية ولايته دونالد ترامب ، خلافات بين بروكسل وواشنطن وفي مجالات مختلفة ، ولم يتوان البعض من القادة الاوروبيين عن التعبير عن سعادته عقب الاعلان عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
وكثيرا ما كان البعض من قادة اوروبا يلوح بشكل او باخر الى تصرفات ومواقف ترمب اتجاه اوروبا ولعل ما حدث في قمة بروكسل لحلف الناتوقبل مايقرب من 3 سنوات و التي شارك فيها ترمب وقادة معظم الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بصفتهم اعضاء في حلف الناتو ، كانت اكبر دليل على اسلوب ترمب المتغطرس في التعامل مع الاوروبيين بحسب وصف العديد من المراقبين وقتها.
والان وقبل ساعات من مغادرة ترمب للبيت الابيض قال رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي شارل ميشال انه يأمل في ان يكون يوم اداء جو بايدن اليمين الدستورية يوما للانتقال السلمي للسلطة ويوم عظيم للديمقراطية الاميركية مضيفا في تصريحات من بروكسل ان هذا اليوم هو فرصة لتجديد شباب العلاقات الاوروبية الاكيركية عبر الاطلسي وقال ان هذه العلاقات عانت بشدة في السنوات الاربع الماضية ” فترة تولي ترمب “.
وقال رئيس الاتحاد الاوروبي انه خلال هذه الفترة اصبح العالم اكثر تعقيدا وأقل استقرارا وأقل قابلية للتنبوء به وهذا استوجب على الاوروبيين ان يدافعوا على مصالحم واوروبا الان تلعب دورا بناءا من اجل تحقيق الاستقرار العالمي ومن اجل عالم اكثر عدلا واخضرارا ومن اجل الحفاظ على السلام والامن ومن خلال تصريحاته التي جاءت في بياتن صدر ببروكسل اعاد ميشال التأكيد على ألاهمية الاستراتيجية للشراكة بين الاتحاد الاوروبي والوليات المتحدة واضاف بانه من خلال العمل المشترك يمكن ان يتم تشكيل اساس وطيد لنظام دولي قائم على القواعد والعمل من اجل السلام والامن والحرية والازدهار وحقوق الانسان.
ويأتي ذلك بعد ان عبر مسؤولو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عن تطلعهم للعمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.جاء هذا الموقف خلال عشاء عمل جمع مساء الثلاثاء في بروكسل كل من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يانس ستولتنبرغ، رئيس الاتحاد شارل ميشيل والممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل. وأشار ستولتنبرغ في تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً: “نريد تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لمواجهة تحديات لا يمكن لأحد التعامل معها بمفرده”.هذا ويتزامن الموقف الأوروبي – الأطلسي مع مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن اليوم.
وينظر الأوروبيون بـ”تفاؤل” إلى حكم بايدن، بعد أن شهدت السنوات الأربع الماضية توتراً واضطراباً في العلاقات عبر الأطلسي تحت حكم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وسبق ان ظهر استعداد اوروبي لمناقشة الاولويات المشتركة مع الولايات المتحدة الاميركية مع الرئيس الاميركي الجديد، وهو موقف عبر عنه البيان الختامي للقمة الاوروبية الاخيرة في بروكسل ديسمبر الماضي ، كما ان نجاح المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الاميركية جعل العديد من المراقبين بل والمسئولين داخل مؤسسات الاتحاد الاوروبي يشعرون بتفاؤل بشأن مستقبل العلاقات الاوروبية الاميركية بعد ان شهدت فترة من الخلافات والنزاعات التجارية وتباين المواقف بشأن العديد من الملفات.
ومنها مايتعلق بالملف الايراني وعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ومكافحة التغير المناخي ولبعمب داخل منظمة التجارة العالمية وغيرها وبالتالي فرض ملف العلاقات بين بروكسل وواشنطن نفسه على القمة الاوروبية الاخيرة مع التركيز على أهمية الشراكة الاستراتيجية القوية عبر الاطلسي على اساس المصالح المشتركة وايضا القيم المشتركة واعترف بيان القمة الختامي باهمية هذا الملف وبشكل خاص في ضوء الحاجة الى معالجة التحديات العالمية الملحة.
ويتطلع الاتحاد الاوروبي الى العمل مع الولايات المتحدة على وجه الخصوص لتعزيز الاستجابة العالمية لمكافحة جائحة كوفيد 19 والتصدي للتغير المناخي وتعزيز الانعاش الاقتصادي والتعاون في المسائل الرقمية والتكنولوجيا وتعزيز التجارة المتبادلة ومعالجة النزاعات التجارية واصلاح منظمة التجارة العالمية وتعزيز التعددية الى جانب ملفات لسلام والامن.
وابدى قادة دول الاتحاد الاوروبي الاستعداد لمناقشة الاولويات المشتركة مع الرئيس الجديد للولايات المتحدة بعد ان أجرى شارل ميشال رئيس الاتحاد الاوروبي اتصالا هاتفيا مع الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن عقب الاعلان عن النتائج وقال بيان في بروكسل وقتها ان ميشال بعد ان هنأ بايدن وشكره على تصريحاته التي اكد فيها حرصه على التعاون مع الشريك الاوروبي وتعزيز العلاقات عبر الاطلسي وجه ميشال الدعوه الى بايدن لحضور قمة مع قادة اوروبا العام القادم للتشاور والتباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.