جوتيرش: كوفيد-19 يحصد 2 مليون إنسان
أشرف أبو عريف
ألقى الأمين العام، أنطونيو جوتيرش، بيانا على إثر بلوغ عدد ضحايا جائحة كوفيد-19 2 مليون ضحية.. جاء على النحو التالى:
لقد بلغ العالم مرحلة فارقة تعتصر لها القلوب، حيث أودت جائحة كوفيد-19 حتى الآن بحياة مليوني شخص.
وهذا العدد ليس رقما يثير الذهول فقط، بل يمثل أسماء ووجوها حقيقية، لا تتبقى الآن سوى ذكرى ابتسامة أصحابها، وكراسيهم الفارغة إلى الأبد على مائدة العشاء، وغرفهم التي يتردد فيها الصدى في ظل صمت الأحبة الأبدي.
ومن دواعي الحزن أن أثر الجائحة الفتاك ازداد تفاقما بسبب غياب التنسيق في الجهود العالمية.
ويجب على العالم أن يبدي تضامنا أكبر بكثير إحياء لذكرى أرواح المليونين من الأشخاص الذين راحوا ضحية هذه الجائحة.
فقد آن حتما أوان ذلك.
حيث نشهد حاليا تعميم لقاحات آمنة وفعالة ضد فيروس كوفيد-19، وتعمل الأمم المتحدة على دعم البلدان من أجل حشد الجهود لتنفيذ أكبر عملية تلقيح عالمية يشهدها التاريخ.
ونحن ملتزمون بضمان اعتبار اللقاحات سلعة عامة عالمية – أو لقاحات لصالح الشعوب.
وذلك ما يتطلب توفير التمويل الكامل لمبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 ومرفقها المعني بإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي (مرفق كوفاكس) المكرسة لتوفير اللقاحات للجميع بتكلفة ميسورة.
وتقع مسؤولية خاصة على عاتق البلدان ذات الاقتصادات الرائدة.
ومع ذلك، نشهد اليوم قصورا في توفير اللقاحات.
حيث أن إمداداتها تصل بسرعة إلى البلدان ذات الدخل المرتفع، في حين أنها غير متاحة على الإطلاق في أفقر بلدان العالم.
فالنجاح في الساحة العلمية يقابله فشل في التضامن.
ذلك أن بعض البلدان تسعى إلى إبرام صفقات جانبية، ويبلغ الأمر بها إلى حد شراء كميات من اللقاحات تفوق حاجتها.
وإن كان من المؤكد أن الحكومات تقع على عاتقها مسؤولية حماية مواطنيها، فالاستفراد باللقاحات أمر ينطوي في حد ذاته على أسباب الفشل وسيؤدي إلى تأخير التعافي على الصعيد العالمي.
حيث أن دحر كوفيد-19 لن يتسنى تحقيقه في كل بلد على حدة بمعزل عن البلدان الأخرى.
ونحن إذن بحاجة إلى أن تقوم الشركات المصنعة بتوطيد التزامها بالعمل مع مرفق كوفاكس ومع البلدان في شتى أنحاء العالم لضمان الإمداد الكافي من اللقاحات وتوزيعها بشكل عادل.
ونحن بحاجة إلى أن تلتزم البلدان الآن بإتاحة الفائض عن حاجتها من جرعات اللقاح.
فمن شأن ذلك أن يسهم في تلقيح جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية في شتى أنحاء العالم على وجه الاستعجال درءا لانهيار النظم الصحية.
ويجب إعطاء الأولوية لفئات أخرى توجد على خط مواجهة الجائحة، ومنها العاملون في المجال الإنساني والسكان المعرضون لمخاطر كبيرة.
ولكسب ثقة الجمهور، يجب علينا أن نعزز الثقة في اللقاحات وفي المعرفة من خلال حملات تواصل فعالة تتخذ من الحقائق أساسا لها.
وفي وقت تواصل العلوم فتوحاتها الجديدة التي تبعث على الأمل، لنحرص جميعا كذلك على اتباع الإجراءات البسيطة التي ثبتت نجاعتها من أجل الحفاظ على سلامتنا وسلامة الآخرين، ألا وهي ارتداء الأقنعة والتباعد البدني وتجنب الحشود.
ولا سبيل لكي يهزم العالم هذا الفيروس إلا بوحدة الصف.
فالتضامن العالمي سينقذ الأرواح وسيحمي الناس وسيساعدهم على دحر هذا الفيروس الخبيث.