أشرف أبو عريف
عُقِدَت اليوم أعمال الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي الهندي على مستوى كبار المسؤولين، عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة مشتركة بين مصر (الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري) والهند، وذلك بمشاركة كبار المسؤولين من الدول العربية، والهند، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
شارك في الاجتماع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أسامة بن أحمد نقلي.
وقال السفير نقلي في كلمته أمام الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي الهندي، إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والهند تنمو نموًا سريعًا وتعاونًا بناءً في جميع المجالات
، ضمن خطط المملكة المستقبلية لتنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على المنتجات البترولية، مشيرا إلى اتفاقيات التعاون بين المملكة والهند في مجالات مختلفة، من خلال مواءمة رؤية المملكة 2030 وبرامج تحقيق الرؤية الـ 13 مع مبادرات الهند الرائدة، فضلاً عن إنشاء “مجلس الشراكة الاستراتيجية” لتدعيم الشراكة بين البلدين.
ونوّه سفير المملكة لدى مصر بنتائج قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية “قمة العُلا” التي عُقدت مؤخرًا، لوجود الإرادة الحقيقية القوية والمشتركة من القيادات، والتي أسفر عنها التزام الدول الأطراف بدعم الموقف العربي الموحد في مواجهة المخاطر المشتركة، وتعزيز التعاون في وجه أي تدخلات في الشؤون الداخلية، ومكافحة الكيانات والتنظيمات الإرهابية التي تمس أمنها واستقرارها.
كما نوّه السفير أسامة نقلي في كلمته بمخرجات قمة مجموعة العشرين التي استضافتها المملكة في نوفمبر الماضي، والتي أسفرت عن الإعلان عن العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز التعاون الدولي، ودعم وإصلاح منظومة الاقتصاد العالمي وازدهاره لخدمة البشرية، وذلك في ظل ظروف استثنائية جراء تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأشار السفير نقلي إلى تأكيد المملكة على موقفها الثابت بشأن القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني بإنشاء دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى القرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وأوضح أن التدخلات الإقليمية في شأن دول المنطقة يهدد أمنها واستقرارها، وفي مقدمتها التدخلات الإيرانية في شؤون عدد من الدول، بما في ذلك دعمها للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المُسلّحة وتشكيل الخلايا الإجرامية ودعمها بالمال والسلاح، ويتجلى ذلك في التدخل الإيراني في اليمن عبر عملائها من ميليشيات الحوثي الإرهابية، علاوة على استهداف المملكة بالصواريخ الباليستية المصنّعة في إيران.
وأفاد سفير المملكة لدى مصر بأن سياسة المملكة تنتهج دائمًا مبدأ الدفع بالجهود الدبلوماسية السلمية، التي تقوم على الحلول للأزمات بما يحفظ سيادة واستقلال الدول في ظل وحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، مُنوّهًا بنجاح “اتفاق الرياض” المبرم في ديسمبر الماضي والذي أفضى إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اليمنية لتوحيد الصف اليمني والحفاظ على أمنه واستقراره.
كما رحّب المشاركون في الاجتماع في بيانهم الختامي، بإتمام المُصالحة بين دول الرباعي العربي ودولة قطر خلال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الحادية والأربعين التي استضافتها مدينة العُلا مؤخرًا، والجهود التي بُذِلت من أجل ذلك.
وأشاروا إلى أهمية تعزيز آليات التعاون والتنسيق بين الجانبين العربي والهندي، بما يخدم المصالح المشتركة ويُعزز السلم والأمن الإقليمي والدولي، وأهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات والقضايا في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية، والأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، ومكافحة الإرهاب، وحرية الملاحة والأمن البحري، وفقاً لمبادئ القانون الدولي.
وطالب المشاركون في الاجتماع بضرورة تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة الآثار المترتبة على جائحة كورونا التي فرضت ظروفًا استثنائية وتحديات غير مسبوقة يواجهها العالم، منوّهين بالتنسيق القائم بين الهند والدول العربية في مجالات تشخيص وعلاج المصابين بكورونا.
واتفق المشاركون في أعمال الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي الهندي على مستوى كبار المسؤولين، على سرعة جدولة الأنشطة المشتركة للمنتدى، بما في ذلك الدورة الثالثة لمهرجان الثقافة العربية الهندية، وندوة التعاون العربي الهندي في مجال الطاقة، والدورة الأولى لمؤتمر رؤساء الجامعات العربية والهندية، والدورة الثانية لندوة التعاون العربي الهندي في مجال الإعلام، والدورة السادسة لمؤتمر الشراكة العربية الهندية.