رأىسلايدر

10 جرائم يرتكبها المطبعون العرب بعنوان “سلام زائف”!!!

استمع الي المقالة

بقلم: السفير الدكتور عبدالله الأشعل

منذ تقارب مصر مع إسرائيل برعاية أمريكية وسذاجة أو عمالة مصرية في عهد السادات يردد حكام مصر بأن الاعتراف بإسرائيل يضمن السلام لمصر والازدهار ويفتح الباب للتعاون مع إسرائيل لصالح المنطقة.

وفي هذه الأثناء تحدث شمعون بيريز حتى يعزز هذه الوعود والدجل على الشعب المصري عن شرق أوسط جديد بطلاه بيجن والسادات ولذلك اقتسما نوبل، وكان يتعين أن تعطى كلها للعظيم بيجن الذي تمسك بالمشروع الصهيوني واستدرج العبقري أنور السادات إلى حتف مصر والامة العربية.

فلا يستحق السادات من نوبل سوى اسمها وهي للأسف نوبل للسلام. فأين السلام؟ وكيف فهمه السادات؟ وأين إزدهار مصر؟ فألا يعلم في قبره أنه مكن للمشروع الصهيوني وأنتم تخلدون ذكراه، وألا يعلم بان المخابرات الأمريكية والموساد تخلصا منه بيد التيار الإسلامي المعارض للخطوة الساذجة؟

ثم مد السادات خدماته فاستدرج الفلسطينيين إلى أوسلو وهي المحطة الثانية بعد كامب ديفيد فتمدد المشروع الصهيوني، والغريب أن السادات كره عرفات لأنه لم يمكن السادات وقتها من تسريع المشروع، وانتهى عرفات آسفا أنه كان ضحية الغفلة ضعف الخيارات على عكس السادات.

ولذلك أنصح الفلسطينيين بان يلغوا أوسلو دون ان يمسوا بوطنية عرفات، تلك الوطنية التي جاسرت إسرائيل على التخلص منه.

وكامب ديفيد وأوسلو كانتا ضرورية للملك حسين الحصيف لكي يبرم وادي عربة، وصار السادات وعرفات وحسين أمام محكمة التاريخ بعد هذه المآسي التي تسببت في موجة جديدة من المطبعين.

والموجة الاولى شملت مصر قلب الأمة التي تركت صغارها للسرطان الصهيوني ثم فلسطين عرفات باوسلو وحسين بوادي عربة، كانت شخصيات أطرافا في الصراع مع إسرائيل ومشتبكين معها وهي محتلة أراضيهم ولم يلتفت من هذه المصيدة إلا الحصيف حافظ الأسد.

الموجة الثانية ضمت الامارات والبحرين والسودان والمغرب، وهذه الدول لم تحتك بإسرائيل ولم تحتل إسرائيل أراضيها وغنما تبرعت بالاعتراف وتحمست للتطبيع مقابل أثمان تقاضوها وكلها في الموجة القديمة والجديدة كان المقابل للحاكم وليس للوطن.

وكان أحدثها المغرب الذي حصل على اعتراف امريكي غير شرعي بالصحراء ملكا للمغرب وهو ما احتج عليه أمين عام الأمم المتحدة تماما مثلما أقطع ترامب الجولان والقدس انتهاكا لقرارات مجلس الأمن، فكأن ترامب منح المطبعين اموالا مسروقة حصلها بالبلطجة العلنية وحصل منهم على دعمهم لنظمهم والإضرار بأوطانهم ومصداقيتهم.

وقد صرح وزير خارجية المغرب عقب الاعتراف بإسرائيل بأن بلاه تريد أن تجلب بالاعتراف السلام في فلسطين والمنطقة ولن تفرط في حقوق الفلسطينيين.

وهذه خدعة كبرى وتدليس على الشعوب العربية فلا يزال تدليس الحكام واستبكارهم للشعوب مستمرا، فبعد أن سقطت أكذوبة الظافر والقاهر والجيش المظفر الذي دخل تل أبيب بينما كانت القاهرة على مرمى حجر من عمليات الجيش الإسرائيلي في سيناء.

وعندما اعلن هيكل بفخر أن إسرائيل لم تجرؤ على دخول القاهرة لسببين الأول: أن الأسد يربض بالقاهرة يقصد عبدالناصر، وأنه ينقض عليهم، والثاني: أن كثافة السكان ستبتلع الغزاة، وكلا دجل وتخاريف هيكلية شبعنا منها.

واليوم، يتغنى المطبعون الجدد بالسلام والخير للجميع عبر الاعتراف بإسرائيل، فكيف فهم هؤلاء معنى السلام؟. تفهم إسرائيل معنى السلام بانه الحالة التي يتم بها تحقيق كامل اهداف المشروع الصهيوني وتضمن الازدهار لليهود والهيمنة على كل فلسطين ووضع اهلها في المقابر فيتمتع اليهود بالسلام ويتمتع الضحايا بسلام الأموات والمقابر.

واعجب لهؤلاء المطبعين الذين يتحدثون عن السلام ومصلحة فلسطين بينما هم يعترفون بصفقة القرن التي تسلم كل فلسطين بما فيها القدس والأقصى لليهود. فأي سلام يؤدي إليه هذا الاعتراف سوى سلام إسرائيل ومصالحها واستقرارها في كل فلسطين.

قلت ذلك في مقال سابق أنه من قبيل الخداع والانحطاط أن يزعم المطبعون أنه يمكن الجمع بين اعترافه بإسرائيل وبفلسطين معا عندما تكون اللحظة هي الخيارين، فلسطين للعرب أم لليهود بعد أن استبعد اليهود امكانية تقسيم فلسطين وان تتسع لكليهما.

لقد وافق اليهود كخطوة تكتيكية على التقسيم لأنه مقدمة ضرورية لخداع العالم سيرا نحو المشروع الصهيوني في طبعته الأصلية، فلماذا هزم العرب واستيأسوا غالبا يعترفون بقرار التقسيم وكانت إسرائيل قد تجاوزت هذه المحطة بأميال فظل العرب يلهثون وراء ألاعيب إسرائيل.

والمطبعون يرتكبون عدة جرائم سياسية ودينية الأولى: أنهم ناصروا القاتل والمغتصب ضد القتيل.

والثانية: أنهم يعلمون انهم يعترفون بإسرائيل في كل فلسطين ويعترفون بأنهم يجب أن يتخلصوا من عروبتهم.

والثالثة: أنهم يسلمون الأقصى والقدس لإسرائيل ويتخلون عن القدس والأقصى وهو أمر لا يرضاه الله ورسوله.

والرابعة: أنهم ارتكبوا جريمة انتهاك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

والخامسة: أنهم خالفوا قرارات مجلس التعاون والجامعة العربية.

الجريمة السادسة أخلاقية وانتهازية لأن الاعتراف يخدم الحاكم ويضر الوطن.

الجريمة السابعة: أن اعترافهم هدفه الأساسي مناصرة اعداء الأمة ضد فلسطين عضو الامة ويأسا من أن ينال من جبروت إسرائيل لدفع الفلسطينيين إلى اليأس والتسليم وهم يغتنمون المنطقة كاملا.

الجريمة الثامنة: التدخل في شؤون الفلسطينيين وإضعافهم لصالح إسرائيل، لأن هذه الدول تستطيع أن تعترف بإسرائيل دون أن تتعمد الإضرار بفلسطين.

الجريمة التاسعة: الموقف العدائي للمطبعين ضد مقاومة إسرائيل وانفاق اموال العرب لدعم عدو الامة وخذلان الضحية.

الجريمة العاشرة: أن موقف هذه الدول يعطي ضوءا اخضر لإسرائيل والمستوطنين للانقضاض على الفلسطينيين.

الجريمة الحادية عشر: إحداث حرب أهلية عربية حيث ينقسم العرب بين المطبعين والقابضين على عروبتهم ضد السرطان الصهيوني. لأن المطبعين القدامى والجدد ستة: مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

أما منظمة التحرير فهي لم تطبع وإنما دخلت في تجربة مريرة على قاعدة اوسلو، وقد لعبت مصر دورا اساسيا في الترويج للتطبيع علما بان اتساع الاختراق الإسرائيلي للعرب أكبر كارثة لمصر لعل حكامها يدركون الفرق بين العمل من أجل مصالح النظام وتناقضها مع مصالح الوطن.

ولو كان المطبعون يقصدون ما يقولون بأنهم بالاعتراف يخدمون فلسطين ويجلبون السلام والاستقرار والازدهار لعموم المنطقة ويرضون الولايات المتحدة ويشجعون إسرائيل على التعاون والتخفيف عن الفلسطينيين. لو صح قولهم لاشترطوا على إسرائيل شروط المبادرة العربية للسلام ولكنهم يعينون اسرائيل على الحياة ويهدون الموت للفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى