اوروبا والديماغوجية البغيضة
بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي البغدادي
استدعت وزارة الخارجية السفيرين الالماني والفرنسي يوم الاحد الماضي احتجاجا على تدخل الاتحاد الاوروبي في الشؤون الداخلية الايرانية، حيث اعربت طهران عن رفضها الشديد للبيانات الاوروبية الصادرة حيال اعدام جاسوس قام بتسريب معلومات خطيرة عن الجمهورية الاسلامية للدول الغربية والكيان الصهيوني وعمل عبر سنوات على اشاعة المزاعم الباطلة وتضليل المجتمع بهدف التحريض على العنف والعصيان.
وحملت وزارة الخارجية السفيرين المذكورين مسؤولية احتضان العناصر المروجة للعنف والاعمال الارهابية وتقديم الدعم لها من اجل ان تنشط في استهداف الامن والامان والتعايش الاهلي في ايران.
من المعلوم ان التحالف الاميركي ـ الاوروبي ـ الصهيوني لا يفتأ يعمل على تهديد الامن القومي الايراني ومع ذلك فهو لا يتورع عن التشدق بشعارات حقوق الانسان للتغطية على جميع ممارساته العدوانية وصولا الى اشاعة الفوضى والاضطرابات ودعم الشبكات التجسسية التخريبية لغاية معاداة نظام الجمهورية الاسلامية ومبدأ ولاية الفقيه اضافة الى محاولاتها للاطاحة بكل المنجزات العلمية والاستراتيجية التي حققتها ايران خلال العقود الاربعة الماضية.
وقد صرح القائد العام لحرس الثورة الاسلامية امس الاثنين في مهرجان باقر العلوم للعلوم الطبية بطهران قائلا: ان الاعداء يستهدفون نمو ايران وقدراتها العلمية معتبرا ان الاستقلال العلمي هو مصدر قوة الشعب في مواجهة المؤامرات الخارجية.
وعلى صعيد متصل اكد مساعد رئيس السلطة القضائية وامين لجنة حقوق الانسان د. علي باقري ان اميركا تفرض اجراءات الحظر على الجمهورية الاسلامية في حين ينفذها الاوروبيون ويطبقونها وهذا التوجه يتناقض مع تظاهرهم بالسلام والبراءة.
واضح مما مضى اننا نواجه ديماغوجية اوروبية خبيثة ليس فقط مع قضايانا المصيرية وحسب وانما مع قضايا الشعوب الاسلامية الاخرى التي تتعرض للعدوان والمجازر الجماعية كما هو حاصل في فلسطين واليمن.
ومن المؤكد ان اوروبا لا تريد تبديل قواعدها المزدوجة ومواقفها المنافقة وهي تتصرف من منطلق فوقي استعلائي بغيض لايمكن ان يخفى على احد في هذا العالم.
نقول ان ثمة كثيرا من العلاقات واشكال التعاون بين التحالف الصهيوغربي واعداء الثورة الاسلامية العملاء الذين يراهن عليهم الاستكبار العالمي لتفجير الاستقرار والسلم الاهلي ويستخدمهم في اغتيال علمائنا وخبرائنا وكوادرنا الوطنية وفي تدمير منشآتنا الاستراتيجية، وهو امر ليس بوسع اوروبا انكاره لان سياستها تقوم اساسا على اضعاف الامة الاسلامية ونهب ثرواتها ومصادرة حرياتها خلافا لادعاءاتها الفارغة والمزيفة.