أشرف أبو عريف
صدر عن مؤسسة “الشرق الأوسط الإعلامية” بالقاهرة، كتاب جديد بعنوان “الدبلوماسية الأذربيجانية الحديثة فى عيدها المئوي (1919-2019)” من تأليف الدكتور إميل رحيموف.
تعود أهمية هذا الكتاب إلى كونه كتابا جامعا لتفاصيل تاريخ تأسيس الجهاز الدبلوماسي منذ تأسيسها في عام 1919، أى منذ قرن من الزمن، بحيث مرت خلالها بمراحل عديدة، وواجهت تحديات متعددة، وحققت في مسيرتها انجازات ونجاحات سجلتها صفحات التاريخ بأحرف من نور.
الكتاب يأتى هذا العام وتحديدا التاسع من شهر يوليو 2019 لتحتفل جمهورية اذربيجان بمئوية تأسيس دبلوماسيتها الوطنية، والتى حظيت باهتمام القيادة السياسية، إذ جاء قرار فخامة الرئيس إلـهـام علييف فى 24 أغسطس 2007 باعتبار يوم تأسيس الدبلوماسية الاذربيجانية والذى يوافق “التاسع من يوليو” من كل عام عيدًا للدبلوماسيين. واحتفالا بيوم الدبلوماسيين هذا العام والذى يصادف مئوية التأسيس، يأتى صدور هذا الكتاب الذى أعده الدكتور إميل رحيموف، ليسجل عبر فصوله تاريخ تأسيس وانطلاق الدبلوماسية الاذربيجانية في التاسع من يوليو عام 1919، ودورها المتميز في مؤتمر السلام الذى عُقد عام 1920 عقب نهاية الحرب العالمية الاولى، وكيف نجحت الدبلوماسية الاذربيجانية رغم حداثة نشأتها في الحصول على الاعتراف الدولى باستقلال جمهورية اذربيجان لتصبح أول جمهورية ديمقراطية في الشرق الاسلامي.
وإذا كان صحيحًا أن الدبلوماسية الأذربيجانية واجهت تحديًا كبيرًا خلال فترة العشرينيات وحتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي مع وقوع البلاد تحت نير الاحتلال السوفيتي، إلا أنها سرعان ما استعادت دورها في الذود عن حياض الوطن والدفاع عن استقلاله وسيادته فكان دورها المهم تحت قيادة الزعيم الراحل حيدر علييف في الوقوف ضد الاحتلال الأرميني للأراضي الأذربيجانية في إقليم قاراباغ والأقاليم المجاورة له، وهو ما تجلى بصورة بارزة في استصدار أربعة قرارات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكذلك قرارات الجمعية العامة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية التى أكدت جميعها على السيادة الأذربيجانية على تلك الأراضي التى تعتبر أراض محتلة في حكم القانون الدولي، مطالبة بعودتها إلى حضن الدولة الأم جمهورية أذربيجان.
ويستهدف هذا الكتاب إلقاء المزيد من الضوء على تاريخية الحياة الدبلوماسية الاذربيجانية منذ بداياتها كالجمهورية وما قامت به من أدوار رسخت قيمة العمل الدبلوماسى كمرتكز رئيسي فى بناء الدول والاوطان، مع توضيح محددات هذا العمل ودوائر تحركاته على مدار العقود الماضية منذ الحصول على الاستقلال الثانى فى اوائل تسعينيات القرن المنصرم والتى وضع جذورها وأسسها القائد الزعيم المؤسس حيدر علييف، وصولا إلى ما تحققه الدبلوماسية الاذربيجانية اليوم من نجاحات وما تواجه من تحديات تسعى الى مجابهتها برؤى بعيدة المدى وبسياسات قادرة على ادارة ملفاتها بحكمة واقتدار فى ظل رؤية يحملها الرئيس إلـهـام علييف للوصول ببلده إلى المكانة التى يستحقها دوليا واقليميا.